للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فَيَقُولُونَ: ماقِئُ العيْن، قَالَ الجوهريّ: مأقِي العَيْن لُغة فِي مؤْقِ العَين، وَهِي فعْلِي، وَلَيْسَ بمَفْعِل لِأَن الميمَ من نفْس الكلِمة، وإنّما زيدَ فِي آخِرِه الياءُ للإلْحاقِ، فَلم يجِدوا لَهُ نَظيراً يُلحِقونَه بِهِ لأنّ فَعْلي، بكسرِ اللَّام نادِرٌ، لَا أُخْتَ لَهَا فأُلْحِقَ بمَفْعِل، فَلهَذَا جمَعوه على مآقٍ على التّوهُّم، كَمَا جمَعوا مسيلَ الماءِ أمْسِلةً ومُسْلاناً، وجمعوا المَصير مُصْرانا تشْبيهاً لَهما بفَعيل على التوهّم. وَقَالَ ابنُ السِّكّيت: ليسَ فِي ذَواتِ الأرْبعة مفْعِل، بكسْرِ العينِ، إِلَّا حرْفان: مأْقِي العيْن، ومأْوِي الإبِل. قَالَ الفرّاءُ سمِعْتُهما، والكلامُ كُلّه مَفْعَل، بالفَتْحِ نَحْو: رميتُه مرْمىً، ودعوْتُه مدْعىً، وغزوتُهُ مغْزىً، وظاهِرُ هَذَا القوْل إنْ لم يُتأوَّلْ على مَا ذَكرْنَاهُ غلط، انْتَهى نصُّ الجوهريِّ. قلت: ونصّ الفَرّاء فِي بَاب مَفْعَل مَا نصّه: مَا كانَ من ذَواتِ الياءِ وَالْوَاو من دعَوْتُ وقضيتُ فالمَفْعَلُ فِيهِ مفْتوحٌ اسْما كَانَ أَو مصْدراً، إِلَّا المأْقِي من العيْن، فإنّ الْعَرَب كسَرت هَذَا الحرفَ قَالَ: ورُوِي عَن بعضِهم أنّه قَالَ: فِي مأْوَى الإبِل مأْوِي. فهذان نادِران لَا يُقاسُ عَلَيْهِمَا. قَالَ ابنُ بَرّي عِنْد قولِه: وَإِنَّمَا زيدَ فِي آخِره الياءُ للإلْحاقِ قَالَ الياءُ فِي مأقِي العيْن زائدةٌ لغير إلْحاق، كزِيادة الواوِ فِي عرْقُوَة وترْقُوَة، وجمعُها مآقٍ كعراق وتَراقٍ، وَلَا حاجةَ الى تشْبيه مأقِي العيْن بمفْعِل فِي جمعِه، كَمَا ذكرَ فِي قَوْله فَلهَذَا جمَعوه على مآقٍ على التوهُّم لِما قدّمْتُ ذِكره، فَيكون مأْقٍ بِمَنْزِلَة عرْقٍ جمْع عرْقُوةٍ، وكما أنّ الياءَ فِي عرْقِي لَيست للإلْحاق كَذَلِك الياءُ فِي مأقِي ليسَت للإلْحاقِ. وَقد يُمكِنُ أَن تكونَ الياءُ فِي مأقِي بدَلاً من وَاو بِمَنْزِلَة عرْقٍ، والأصْلُ عرْقُوٌ، فانقَلَبَتْ الْوَاو يَاء لتطرُّفِها وانْضِمام مَا قَبْلها. وَقَالَ أَبُو عَليّ: قُلِبَت يَاء لمّا بُنِيت الكلِمةُ على التذْكيرِ. وَقَالَ ابنُ برّي أَيْضا بعد مَا حَكاهُ الجوهريُّ عَن ابنِ