للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

اللَاّمِ، فَإِنْ كانَ هَذَا والزِّئْبُرُ مَسْمُوعَيْنِ بِضَمِّ الباءِ فُهما من النَّوادِرِ. وقالَ ابنُ كَيْسانَ: هَذَا إّذا جاءَ على هَذَا المِثَالِ شَهِدَ لِلْهَمْزَةِ بِأَنَّها زَائِدَةٌ، وإِذا وَقَعَتْ حُرُوفُ الزِّيادَةِ فِي الكَلِمَةِ جازَ أَنْ تَخْرُجَ عَن بِنَاءِ الأُصُولِ، فَلهَذَا مَا جاءَتْ هَكَذَا، كَمَا فِي الصِّحاحِ، والعُبابِ. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ فِي الثُّلَاثِيِّ الصَّحِيحِ قَالَ: أَهْمَلَهُ اللَّيْثُ، قالَ: وفيهِ حَرْفٌ زَائِدٌ، ذَكَرَهُ أَبُو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصْمَعِيِّ: جاءَ فُلانٌ {بالضِّئْبِلِ والنِّئْطِلِ، وهُما الدَّاهِيَةُ، قالَ الكُمَيْتُ:

(أَلَا يَفْزَعُ الأَقْوامُ مِمَّا أَظَلَّهُمْ ... ولَمَّا تَجِئْهُمْ ذاتُ وَدْقَيْنِ} ضِئْبِلُ)

قَالَ: وإِنْ كانَتْ الهَمْزَةُ أَصْلِيَّةً فالْكَلِمَةُ رُبَاعِيَّةٌ. وقالَ ابنُ سِيدَه: الضِّئْبِلُ، بالكسرِ والهَمْزِ، مِثْلُ الزَّئْبِر، {والضِّئْبِلُ: الدَّاهِيَةُ، حَكَى الأَخِيرَةَ ابنُ جِنِّيٍّ، والأَكْثَرُ مَا بَدَأْنَا بِهِ، بالكَسْرِ، قالَ زِيادٌ)

المِلْقَطِيُّ:

(تَلَمَّسُ أَنْ تُهْدِي لِجَارِكَ} ضِئْبِلَا ... وتُلْفَى لَئِيماً لِلْوِعَاءَيْنِ صَامِلَا)

قالَ شَيْخُنا: وَقد سَبَقَ لَهُ فِي الصَّادِ المُهْمَلَةِ: صِئْبِل للدَّاهِيَةِ، فَهُوَ ثَالِثٌ. قلتُ: قد تقدَّمَ هُناكَ أَنَّها لُغَةُ بَنِي ضَبَّةَ، والضَّادُ أَعْرَفُ، كَما فِي المُحْكَمِ، وزادَ ابنُ بَرِّيٍّ عَلى هاتَيْنِ الكَلِمَتَيْنِ نِئْدِل، قالَ: وَهُوَ الكَابُوسُ. قُلْتُ: وَقد تقدَّمَ لِلْمُصَنِّفِ فِي زِئْبِر مَا نَصه: أَو لَحْنٌ، أَي ضَمُّ بائِهِ، وهُنَا عَدَّهُ من النَّظَائِرِ والأَشْباهِ، ففِيهِ تَأَمُّلٌ

[ض ح ل]

الضَّحْلُ: الْماءُ الْقَلِيلُ، وهوَ الضَّحْضَاحُ، كَما فِي الصّحاحِ، وَفِي المُحْكَمِ: هوَ الماءُ الرَّقِيقُ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ، لَا عُمْقَ لَهُ، قالَ شيخُنا: قَيَّدَهُ بَعْضُهم بَأنْ يَظْهَرَ مِنْهُ القَعْرُ، وقيلَ: بل الضَّحْضَاحُ أَعَمُّ مِنَ الضَّحْلِ، لأنَّهُ فِيمَا قَلَّ أَو كَثُرَ، وقيلَ: الضَّحْلُ الْمَاءُ القَلِيلُ، يكونُ فِي العَيْنِ، والبِئْرِ، والجُمَّةِ، ونَحْوِها،