للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تَعَالَى: {لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِى الاْرْضِ وَلَا فَسَاداً} (الْقَصَص: ٨٣) .

وَيُقَال: أَفْسَدَ المالَ يُفْسِدُه إِفْسَاداً وفَسَاداً. {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} (الْبَقَرَة: ٢٠٥) .

(و) قولُه عَزَّ وجَلَّ: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِى الْبَرّ وَالْبَحْرِ} (الرّوم: ٤١) الفسادُ هُنَا: (الجَدْبُ) فِي البرِّ، والقَحْطُ فِي البَحْرِ، أَي فِي المُدُنِ الّتي على الأَنهارِ، وهاذا قولُ الزَّجّاج.

(والمَفْسَدةُ ضِدُّ المَصْلَحَةِ) ، وَقَالُوا: هاذا الأَمْرُ مَفْسَدةٌ لِكَذا، أَي فِيهِ فَسادٌ. قَالَ الشَّاعِر:

إِنَّ الشَّبَابَ والفَرَاغَ والجِدَهْ

مَفْسَدةٌ للعَقْلِ أَيُّ مَفْسَدهْ

وَفِي الخَبَرِ أَنَّ عبْدَ المَلِكِ بنَ مَرْوانَ أَشْرَف على أَصحابه، وهم يَذكُرون سِيرَةَ عُمَرَ، فغاظَهُ ذالك، فَقَالَ: إِيهاً عَن ذِكْرِ عُمَرَ، فإِنه إِزراءٌ على الوُلاة ٢، مَفْسَدةٌ للرَّعِيَّة) . وعدَّى إِيهاً بِعَنْ لأَن فِيهِ معنَى: انتَهُوا.

(وفَسَّدَه تَفْسِيداً أَفْسَدَهُ) وأَبارَهُ، قَالَ أَبو جُنْدَبٍ الهُذَليُّ:

وقلتُ لَهُمْ قدْ أَدْرَكَتْكُمْ تِيبَةٌ

مُفْسِّدَةُ الأَدبارِ مَا لمْ تُخَفَّرِ

أَي إِذا شَدَّت على قَومٍ قَطَعَتْ أَدْبَارَهم، مَا لم تُخَفَّرِ الأَدْبَارُ، أَي مَا لم تُمْنَع.

(وتفاسَدُوا: قَطَعُوا الأَرْحَامَ) وتَدَابَرُوا، قَالَ:

يَمْدُدْنَ بالثُّدِيِّ فِي المَجَاسِدِ

إِلَى الرِّجَالِ خَشْيَةَ التَّفَاسُدِ

يَقُول: يُخْرِجْنَ ثُدِيَّهُنَّ، يَقُلْن: نَنْشُدُكُم اللهَ إِلَّا حَمَيْتُمُونَا، يُحَرِّضْنَ بذالكَ الرِّجالَ.

(واسْتفْسَدَ) فلانٌ إِلى فلانٍ: (ضِدُّ استصْلَحَ) ، واستَفْسَدَ السُّلطانُ