للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فتعَجَّبوا من بَدِيهَته، وَقد نُسِب ذَلِك إِلَى أَبي العَلاءِ صَاعد اللُّغَويّ صاحِبِ الفُصُوص، وَقيل الزَّمَخْشَرِيّ، والأَوَّلُ أَقْرب.

واستَدْرَك شَيْخُنا:

خشنشار الْوَاقِع فِي قَوْل أَبِي نُواس:

كأَنَّهَا مُطْعَمَةٌ فَاتَهَا

بَين البَسَاتِينِ خشنشار

قَالَ شارِحُ دِيوَانِه: هُوَ من طُيُور الماءِ، وَهُوَ قَنصُ العُقَابِ، ونَقَله الخَفَاجِيّ فِي شِفَاءِ الغَليل.

[خنصر]

: (الخِنْصَِر) ، كزِبْرِج (وتُفْتَحُ الصَّادُ) ، أَي مَعَ بَقَاءِ كَسْرِ الأَوَّل فيَصِير من نَظَائِر دِرْهَم، ويُسْتَدْرَك بِهِ على بِحْرَق شارِحِ الَّلامِيَّة، كَمَا تَقَدَّمت الإِشارة إِليه: (الأَصْبَع الصُّغْرَى أَو الوُسْطَى) هاكذا ذكرهمَا فِي كتاب سِيبَوَيْه، كَمَا نَقَلَه عَنهُ صاحِبُ اللِّسَان، فَقَوْل شَيْخِنَا: وإِطْلاقُه على الوُسْطَى قَوْلٌ غير معْرُوف، وَلَا يُوجَد فِي دِيوَان مأْلُوف، مَحَلُّ تَأَمُّل (مُؤَنَّثٌ) ، والجَمْعُ خَنَاصِرُ. قَالَ سِيبَوَيْه: وَلَا يُجمَع بالأَلِف والتَّاءِ، اسْتِغْنَاءً بالتَّكْسِير. وَلها نَظَائِرُ نَحْو فِرْسِنِ وفَرَاسِنُ وعَكْسُهَا كثير. وحَكَى اللِّحْيَانيّ: إِنّه لعَظِيم الخَنَاصِر، وإِنَّهَا لعَظِيمَةُ الخَنَاصِرِ، كأَنَّه جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ خِنْصِراً، ثمَّ جُمِع على هاذا، وأَنْشَد:

فشَلَّت يَمِينِي يومَ أَعْلُو ابْنَ جَعْفَرٍ

وشَلَّ بَنَانَاها وشَلَّ الخَنَاصِرُ

وَيُقَال: بفلان تُثْنَى الخَناصِرُ، أَي تْبدَأُ بِهِ إِذا ذُكِرَ أَشْكَالُه. وأَنْشَدَنَا شيخُنَا قَالَ: أَنْشَدَنَا الإِمَامُ مُحَمَّدُ بنُ المسناويّ:

وَإِذَا الفَوَارِسُ عُدِّدت أَبْطَالُهَا

عَدُّوهُ فِي أَبْطَالِهِم بالخِنْصَِرِ

قَالَ: أَي أَوّل شيءٍ يَعُدُّونه.