للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبَعِيْرٌ قاطِر، وَهُوَ الَّذِي لَا يَزالُ يَقْطُرُ بَوْلُهُ.

أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ: إِذا تَهَيّأ النَّبْتُ لِليُبْسِ، قيلَ: قد أقْطَارَّ أَقْطِيراراً، وَهُوَ أَن يَنْثَني ويَعْوَجَّ، ثمَّ يَهِيج يَعْني: النَّباتَ، وقالَ أَبُو عُبَيدٍ: القَطَرُ: العُودُ الَّذِي يُتَبَخَّرُ بِهِ، والمِجْمَرَةُ: مِقْطَرَةٌ. وَقَالَ امرؤُ القَيْسِ:

كَأَن المُدامَ وصَوْبَ الْغَمَامِ

وريحَ الخُزَامى ونَشْرَ الْقَطَرْ

أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و، قالَ: الْقَطر: نَوْعٌ مِنَ الْبُرُودِ، وأنشَدَ:

كَسَاكَ الْحَنْظَليُّ كِسَاءَ صُوْفٍ

وقِطْريِّاً فأَنْتَ بهِ تَفِيْدُ

شمر عَن الْبَكْراوي، قالَ: الْبُرودُ الْقِطْريّةُ حُمرٌ لهَا أعْلَامٌ، فِيهَا بَعْضُ الْخُشُونَة. وقالَ خَالِدُ بنُ جَنْبَةَ: هِيَ حُلَلُ تُعْمَلُ بِمكَانٍ لَا أدْري أينَ هُوَ؟ وَهِي جِيَادٌ وَقد رأَيْتُها، وَهِي حُمر تأتِي من قِبَلِ البَحْرينِ.

قُلْتُ فِي أَعراضِ الْبَحْرينِ عَلَى سَيْفِ الْبَحْرِ بَين عُمَانَ والعُقَيرِ: مدينةٌ يُقَال لَهَا: قَطَر، وأَحْسِبُهُمْ نَسَبُوا هذِهِ الثِّيابَ إِلَيْهَا، فَخَفَّفُوا، وَقَالُوا. قِطْريُّ وَالْأَصْل. قَطَرِيّ. كَمَا قَالُوا: فَخْذٌ للفَخِذِ.

وَقَالَ جرير:

لَدَى قَطَرِيَّاتٍ إذَا مَا تَغَوَّلَتْ

بِها البِيْدُ غَاوَلْنَ الحُزُومَ الفَيَافِيَا

أرادَ بالقَطَرّياتِ: نَجَائِبَ نَسَبهَا إِلَى قَطَرَ، لأنّه كانَ بِها سُوقٌ فِي قَدِيمِ الدَّهْرِ.

وقالَ الرّاعِي فَجعل النَّعامَ قَطَرِيةً:

الأَوبُ أوبُ نَعَائِم قَطَرِيّةٍ

والآلُ آلُ نَحَائِصٍ حُقْبِ

نَسَبَ النّعائِمَ إِلَى قَطَر، لاتّصالِها بِالبَرّ ومُحَاذَاتِهَا رِمَالَ يَبْرِيْنَ (وَالله أعلم) .

(فالنَّعَائِمُ تَبيضُ فِيهَا فَتُصادُ وتُحْمَلُ إِلَى قَطَر) . ويُقَالُ: آقطَرّتِ النّاقَةُ اقْطِراراً، فَهِيَ مُقْطَرَّةٌ، وَذَلِكَ إِذا القِحَتْ فَشَالَتْ بِذَنَبِها، وشَمَخَتْ بِرأسِها.

قلتُ: وَسَماعي من العَرب بِهَذَا المَعْنى: أقمَطَرَّتْ فهيَ مُقْمَطِرَّةُ (وكأنّ المِيْمَ زائِدَةٌ فِيهَا) : (وَلَسْتُ من: أَقْطَرَّتْ عَلَى ثِقَةٍ) .

وَقَالَ الليثُ: قَطُوراءُ مَمْدود اسمُ نَبْتٍ: وهيَ سَوادِيةٌ. سلمةُ عَن الفَرّاء: القُطاريّ: الحَيَّةُ مأخوذٌ من القُطارِ، وَهُوَ سَمُّهُ الّذي يَقْطُرُ من كَثْرَتِه.

وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: القُطَارية: الحَيَّةُ.

ثعلبٌ عَن ابنِ الأعرابيِّ قَالَ: قَطَرْتُ الثَّوْبَ، وَلَقَطْتُهُ ونَقَلْتُهُ ولهَطْتُهُ ونَصَحْتُهُ بِمعْنى واحِدٍ.

قَالَ: والقُطَيْرَةُ: تَصْغِيرُ القُطْرَةِ، وَهُوَ الشّيءُ التّافِهُ الخَسِيسُ، (وَمِنْه قَولُه: يَا قُطَيْرُ بْنَ القُطَيْرَةْ) .

رقط: يقالُ: تَرَقَّطَ ثوبُه تَرقُّطاً، إِذا تَرشَّشَ عَلَيه مِدَادٌ أَو غَيرُهُ، فَصَارَ فِيهِ نُقَطٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>