للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَلَى ظَهْرِ عَادِيَ كأَن أُرُومَهُ

رجالٌ يُتلَّون الصلاةَ قِيامُ

قَالَ: وَيكون تَلا وتَلَّى بِمَعْنى تَبِع.

قَالَ: وَقَالَ عَطاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ} (الْبَقَرَة: ١٠٢) قَالَ: وَفُلَان يَتْلُو فلَانا أَي يَحْكِيه ويَتْبع فِعْلَه، وَهُوَ يُتَلِّي بقِيَّةَ حاجتِه أَي يَقْتَضِيها وَيَتَعَهَّدُها.

وَقَالَ النَّضر: التِّلْوة من أَوْلَاد المِعْزَى والضأن الَّتِي قد استَكرَشَتْ وشَدَنَتْ، والذكرُ تِلْوٌ.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال لِوَلَدِ البَغْل: تِلْوٌ.

أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: التَّلاءُ: الذِّمة، وَقد أَتْلَيْتُه أَي أَعْطيته الذِّمَّة وَأنْشد:

وسيَّانَ الكفَالةُ والتَّلاءُ

قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: التَّلاء الضَّمَان، يُقَال: أتليتُ فلَانا إِذا أَعْطيته شَيْئا يَأْمَن بِهِ، مثل سهم أَو نقل.

وَقَالَ الْأَصْمَعِي: التَّلاء: الحوَالَةُ وَقد أَتْلَيْتُ فلَانا على فلانٍ أَي أَحَلتُه عَلَيْهِ، وَأنْشد الباهليُّ هَذَا الْبَيْت:

إِذا خُضْرُ الأصَمَّ رَميتُ فِيها

بِمُسْتَتلٍ على الأدْنَين باغِ

قَالَ: المُرَاد بخُضْرِ الْأَصَم: دآدي ليَالِي شَهْر رَجَب، والمسْتَتلِي من التُّلاة وَهُوَ الحَوالة أَي يجنِي عَلَيْك ويُحيل عَليك فتؤخذ بِجِنَايَتِهِ والباغي هُوَ الجارِم الجَانِي على الأدنَينِ من قرَابَته.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: استَتلَيتُ عَلَيْهِ فُلاناً أَي انتظرتُه، واستتليته جعلته يَتلوني.

الْعَرَب تَقول: لَيْسَ هَوادِي الخَيْل كالتَوالي، فهوادِيها أَعْناقُها، وتواليها مآخرُها رجلاها وذَنبُها، وتَوَالِي الْإِبِل مآخرها وتوالي كل شَيْء آخِره، وتاليات النُّجُوم أواخرها.

وَقَالَ بَعضهم: لَيْسَ تَوالِي الْخَيل كالهوادي، وَلَا غُفْرُ اللَّيالي كالدَّآدِي، وغفْرها بِيضُها.

وَقَالَ أَبُو زيد فِي قَوْله جلّ وعزّ: {يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ} (الْبَقَرَة: ١٢١) ، قَالَ: يَتَّبعونه حقَّ اتِّباعه.

وَقَالَ مُجَاهِد: يعْملُونَ بِهِ حقَّ عَمَله.

وَقَالَ ابْن عَبَّاس: يتبعونه حقّ اتِّبَاعه فيعملون بِهِ حقّ عمله.

وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله: {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ} (الْبَقَرَة: ١٠٢) ، قَالَ: مَا تَتكلم بِهِ كَقَوْلِك: يَتْلُو فلَان كتابَ الله أَي يَقْرَؤُهُ وَيَتكلَّم بِهِ.

وَقَالَ عَطاء: مَا تتلو الشَّيَاطِين مَا تُحدِّث وَمَا تَقُصُّ.

وَفِي الحَدِيث: (إِن الْمُنَافِق إِذا وُضِع فِي قَبره سُئِل عَن مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَا جَاءَ بِهِ فَيَقُول: لَا أَدْرِي فَيُقَال لَهُ: لَا دَرَيْتَ ول

<<  <  ج: ص:  >  >>