للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لراعي غنمه: عليكَ الظَّلَفَ من الأَرْض لَا تُرَمِّضْها، قلت: أَمَره بِأَن يَرْعاها فِي صَلاباتِ الأَرْض لِئَلَّا تَرْمَضَ فَتَتْلَفُ أظْلافُها، لِأَن الشَّاءَ إِذا رُعيتْ فِي الدِّهاسِ وحَمِيتْ الشمسُ عَلَيْهَا أَرْمَضَتْها، والصَّيَّادُ فِي الباديةَ يلْبس مِسْمَاتَيْهِ وهما جَوْرَباه فِي الهاجِرة الحارَّة فَيثيرُ الوحشَ عَن كُنُسِها، فَإِذا مَشَتْ فِي الرَّمْضاءِ تساقَطَتْ أظلافُها، وَأَخذهَا المُسْتَمِي وَيُقَال لَهُم: السُّمَاةُ واحدُهم سَامٍ.

وَقَالَ اللَّيْث: الظَّلِفَةُ طَرَفُ حِنْو القَتَبِ وحِنوِ الإكافِ، وَأَشْبَاه ذَلِك مِمَّا يَلِي الأَرْض من جوانبها، قَالَ: والظَّلِيفُ الذَّليلُ السَّيِّىءُ الْحَال فِي معيشته، وَقَالَ: ذهب بِهِ مَجَّاناً وظَليفاً إِذا أَخَذَه بِغَيْر ثمنٍ، وَأنْشد:

أَيَأْكُلُها ابنُ وَعْلَةَ فِي ظَلِيفٍ

ويَأْمَنُ هَيْثَمٌ وابْنَا سِنانِ

عَمْرو عَن أَبِيه، قَالَ: الظِّلْفُ الْحَاجة، والظِّلْفُ المتابَعَةُ فِي المَشي. وَغَيره، وَيُقَال: جاءَتْ الْإِبِل على ظِلْفٍ وَاحِد، قَالَ: والظِّلْفُ الباطلُ، والظِّلْفُ المُبَاحُ.

أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: ذهب دَمُه ظَلْفاً وظَلَفاً بالظَّاء والطَّاء مَعْنَاهُ هَدْراً.

قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: أخذتُ الشيءَ بظَلِيفتِه إِذا لم يَدَعْ مِنْهُ شَيْئا.

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: غَنَمُ فلانٍ على ظِلْفٍ وَاحِد، وَقَالَ مرّة: على ظَلَفٍ إِذا ولدتْ كُلَّها.

أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ: وَفِي الرَّحْلِ الظّلِفَاتُ، وَهِي الخَشَبَاتُ الْأَرْبَع اللواتي يَكُنَّ على جَنْبَيْ البَعير.

وَقَالَ الْأَصْمَعِي: مِثْلُه.

قَالَ أَبُو زيد: وَيُقَال لأعلى الظَّلِفَتَيْن مِمَّا يَلي العَرَاقِيَ العَضُدَان وأسفلهما الظَّلِفَتَان، وهما مَا سَفَل من الحِنْوَيْنِ الواسط والمُؤْخِرة.

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ذَرَّفْتُ على السِّتين وظَلَّفْتُ ورَمَّدْتُ وطَلَّفْتُ ورَمَّثْتُ، كل هَذَا إِذا زِدْتَ عَلَيْهَا.

وَفِي (النَّوَادِر) : أَظْلَفْتُ فلَانا عَن كَذَا وَكَذَا وظَلَّفْتُه وشَذَّيْتُهُ وأَشْذَيْتُهُ إِذا أَبْعَدْتَه عَنهُ.

لفظ: قَالَ اللَّيْث: اللَّفْظ أَنْ تَرمِيَ بشيءٍ كَانَ فِي فِيك، وَالْفِعْل لَفَظَ يَلْفِظ لَفْظاً، وَالْأَرْض تَلْفِظُ الميتَ إِذا لم تَقْبَلهْ، ورَمَتْ بِهِ، والبحرُ يَلْفِظُ الشَّيْء، يَرْمِي بِهِ إِلَى السَّاحِل، وَالدُّنْيَا لافِظَةٌ ترمي بمنْ فِيهَا إِلَى الْآخِرَة، وكل طَائِر يَزُنُّ أنثاه، فَهُوَ لافظة، وَمن أمثالهم: أسْخَى من لافِظَةٍ يعنون الدِّيكَ.

أَبُو عبيد عَن أبي زيد يُقَال: فلانٌ أسْخَى من لافظةٍ، يُقَال: أَنَّهَا الرَّحَى سُمِّيت بذلك لِأَنَّهَا تَلْفِظُ مَا تَطْحَنُه، وَيُقَال: أَنَّهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>