للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ترى، يَعْنِي أول مَا تحمل، ونَسَأَتْ تنسَأ أَيْضا. والنَّسيئة: البيع بِتَأْخِير، وكل متأخّر فَهُوَ نَسيء يَا هَذَا. والنَّسيء والنَّسِيّ فِي التَّنْزِيل: شَيْء كَانَ يُفعل فِي الْجَاهِلِيَّة، يقدَّم المحرَّم سنة ويُنسأ سنة، أَي يؤخَّر. قَالَ ابْن دُرَيْد: لم يكن المحرَّم مَعْرُوفا فِي الْجَاهِلِيَّة، وَإِنَّمَا كَانَ يُقَال لَهُ وللصفر، الصَّفَران. وَكَانَ أول الصَّفَرين من الْأَشْهر الحُرم يحرَّم الْقِتَال فِيهِ، وَإِذا احْتَاجَت الْعَرَب إِلَى الْقِتَال أنسأته فحاربت فِيهِ فحرّمت الثَّانِي مَكَانَهُ. وَتقول: نَدَأتُ اللحمَ أندَؤه نَدْءاً، إِذا مَلَلْتَه بالجمر، وَهُوَ النَّدي، مثل الطبيخ. وَتقول للحُمرة الَّتِي تكون فِي الْغَيْم نَحْو الشَّفَق: النُّدْأة، وَكَذَلِكَ يُقَال لحُمرة قوسِ قُزَحَ.)

وَتقول: نَبَأتُ على الْقَوْم أنبَأ نَبْأً ونُبوءاً، إِذا طلعت عَلَيْهِم. ونبأتُ من أَرض إِلَى أُخرى فَأَنا أنبَأ نَبْأً ونُبوءاً، إِذا خرجت مِنْهَا إِلَى غَيرهَا، وَبِه سُمّي الرجل نابئاً. ونبّأتُ فلَانا بِكَذَا وَكَذَا، إِذا أخْبرته بِهِ. ونَتَأتُ فَأَنا أنتَأ نَتْأً ونُتوءاً، إِذا ارْتَفَعت، وكل مرتفعٍ ناتئٌ. وَتقول: نكأتُ القَرح فَأَنا أنكَؤه نَكْأً، إِذا قشرته. قَالَ الشَّاعِر:

(وَلم تُنْسِني أوْفَى المُصيبات بعده ... ولكنّ نَكْءَ القَرْح بالقَرْح أوجَعُ)

والنُّكْأة: لُغَة فِي النُّكْعَة، وَهُوَ ضرب من النبت نَحْو الطُّرثوث.

وَتقول: نَزَأتُ بَينهم أنزَأ نَزْأً، إِذا حرّشت بَينهم. وَتقول: نَصَأتُ النَّاقة أنصَؤها نَصْأً، إِذا زجرتها. ونَشَأَتُ أنشَأ نَشْأً، إِذا شَبَبْتَ.

ونَشَأتِ السحابة تنشَأ، وَهَذَا نَشْء حسن، يَعْنِي السَّحَاب. والنَّشْء من النَّاس: الأيفاع وَمَا فَوْقهم.

وَتقول: نئفتُ من الطَّعَام أنأف نَأَفاً، إِذا أكلت مِنْهُ. وَتقول: نأنأت رَأْيِي نأنأةً، إِذا ضعّفته، وَرجل نَأنَأ: ضَعِيف. وَقَالَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ: لَيْتَني متُّ فِي النَّأنأة الأولى، أَي فِي أول الْإِسْلَام قبل أَن يقوى. وَقَالَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ لِسُلَيْمَان بن صُرَد: تنأنأتَ وتربّصتَ فَكيف رأيتَ اللهّ صنع.

(بَاب الْوَاو فِي الْهَمْز)

وَأَيْتُ وَأْياً، إِذا وعدت موعداً، وَهُوَ الوَأْيُ يَا هَذَا. وحافر وَأْبٌ، إِذا كَانَ حسن القَدْر. ووَزَأتُ الرجلَ، إِذا دَفعته. ووَزَأتُ من الطَّعَام، أَي امْتَلَأت مِنْهُ. وَفرس وَأىً: شَدِيد صلب، وَالْأُنْثَى وَآة. قَالَ الأسعر:

(راحوا بصائرُهم على أكتافهم ... وبصيرتي يَعدو بهَا عَتَدٌ وَأَى)

ووُبِئت الأرضُ فَهِيَ موبوءة، وَالِاسْم الوَباء يَا هَذَا. ووَأرتُ الرجلَ أئِره وَأْراً، إِذا أفزعته. قَالَ الشَّاعِر:

(تَسْلُبُ الكانسَ لم يُوأَرْ بهَا ... شُعْبَةَ الساقِ إِذا الظِّلُّ عَقَلْ)

والوُؤْرَة، مثل الوُعْرَة: حُفْرَة غامضة شَبيهَة بالإرَة، وَالْجمع وُأَر ووِئار. ووَضُؤ الرجلُ فَهُوَ وَضيء. ووَطُؤ الدابةُ فَهُوَ وَطيء.

ووألَ الرجلُ يئل وَأْلاً، إِذا نجا. والوَأْلَة: الدِّمنة من الأَرْض، يُقَال: لَا تنزل بِتِلْكَ الوَأْلَة.

وواءلتُ الرجلَ مواءلةً ووِئالاً، إِذا حاذرته، وَيُقَال: إِذا بادرته إِلَى لَجَأ، وَهُوَ أَعلَى الْجَبَل، وَهِي المواءلة. والوَأْل: الْموضع المنيع من الْجَبَل، مِنْهُ اشتُقّ مَوْأَلَة، وَهُوَ اسْم.

والوائل: النَّاجِي، وَبِه سُمّي الرجل وائلاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>