للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(بمقلِّصٍ دَرَكِ الطريدةِ متنُه ... كصفا الخليقة بالفَضاء الأجْرَدِ)

ويُروى: بالفضاء المُلْبِد. المُلْبِد: الثَّابِت فِي مَكَانَهُ لَا يبرح يُقَال: ألبدَ فلَان فِي مَكَانَهُ، إِذا ثَبت قَوْله: بمقلِّص، أَي قد تقلّص لحمُه على أَعْضَائِهِ، وَقَوله: دَرَك الطريدة، أَي هُوَ إِدْرَاك الطريدة، وَيُقَال: مَا لَك فِي هَذَا دَرَك، وَإِنَّمَا هُوَ إِدْرَاك.

وَقَالَ آخر:

(كَأَن الطِّمِرّة ذاتَ الطِّما ... حِ مِنْهَا لضَبْرته فِي عِقالِ)

يَقُول: كَأَن الأتان الطِّمِرّة الشديمة العَدْو إِذا ضَبَرَ هَذَا الفرسُ وَرَاءَهَا معقولةٌ حَتَّى يُدْركها.

وَقَالَ جرير:

(من كُلّ مشترِفٍ وَإِن بَعُدَ المَدَى ... ضَرِمِ الرَّقاقِ مُناقِلِ الأجرالِ)

المشترِف: المُشْرِف، والرَّقاق: أَرض مستوية لَيست بغليظة. يَقُول: إِذا عدا فِي الرَّقاق اضطرم، وَإِذا صَار فِي الأجرال نقل قوائمه نقلا لتُوَقّيَه الحجارةَ، والأجرال: الغِلَظ من الأَرْض.

وَقَالَ الآخر: عافي الرَّقاقِ مِنْهَبٌ مُواثِمُ وَفِي الدَّهاس مِضْبَرٌ مُتائمُ قَوْله: عافي الرَّقاق، أَي يعدو عَدواً سهلاً، وَقَوله: مِنْهَب: كَأَنَّهُ ينتهب الجَرْيَ، والوَثْم: شِدّة وَقع الخُفّ والحافر على الأَرْض، والدَّهاس: الأَرْض السهلة والمُتائم يَجِيء بجَرْي بعد جَرْي من التُؤام وتوائم: بعضُه فِي إِثْر بعض.)

وَقَالَ لبيد:

(وكأنّي مُلْجِمٌ سُوذانِقاً ... أجْدَليّاً كَرُّه غيرُ وَكَلْ)

(يُغْرِقُ الثعلبَ فِي شِرَّته ... صائبُ الجِذْمة فِي غيرِ فَشَلْ)

السُوذانِق: الشاهين وشِرّته: نشاطه يَقُول: إِذا طعنتُ الطريدةَ أغرقَ فِيهَا ثعلبَ الرمْح من شِدة جريه. والجِذْمة: السَّوط، يَقُول: إِذا ضُرب بالجِذْمة عدا عَدواً صائباً، وَالْمعْنَى صائب عِنْد الجِذْمة. وَقَالَ آخَرُونَ: الجِذْمة: السرعة، من قَوْلهم: أجذمَ فِي سيره.

وَقَالَ المرّار:

(صفةُ الثَّعْلَب أدنى جَرْيِهِ ... وَإِذا يُرْكَضُ يَعْفورٌ أشِرْ)

(ونَشاصيٌّ إِذا تُفْزِعُهُ ... لم يَكَدْ يُلْجَمُ إلاّ مَا قُسِرْ)

اليَعْفور: الظبي، والأشِر: النشيط، ونَشاصيّ: نِسْبَة إِلَى النَّشاص، وَهُوَ السَّحَاب الْمُرْتَفع فِي الْهَوَاء، ويُروى: شَناصيّ، وَهُوَ الشديدُ الجوادُ.

وَقَالَ عديّ بن زيد يصف فرسا:

(كأنّ رَيِّقَه شؤبوبُ غاديةٍ ... لمّا تَقَفَّى رقيبَ النَّقْع مُسطارا)

رَيّقه: أول عَدوه، والشؤبوب: سَحَابَة شديدةُ وَقع الْمَطَر وَقَوله: تَقَفَّى يَعْنِي الْفرس فِي إِثْر الْحمار، أَي فِي قَفاهُ، رَقِيب النَّقْع، أَي مراقباً لنَقْع الْحمار أَي لغُباره، مُسطاراً، أَي ذاهبَ الْفُؤَاد من حِدّته.

وممّا وصفوا بِهِ الْخَيل قَول أبي دواد:

(بمجوَّفٍ بَلَقاً وأع ... لَى لَونه وَرْدٌ مُصامِصْ)

(

<<  <  ج: ص:  >  >>