للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أَي أسود. وَمِنْه قَول اللَّهَبي:

(وَأَنا الأخضرُ من يعرفنِي ... أخضرُ الجِلدة من بَيت العربْ)

أَرَادَ الأُدمة لِأَنَّهَا أغلب الألوان على الْعَرَب. وَقد سمّت الْعَرَب دُهْمان ودُهَيْماً ودُهاماً. والدُّهيم: اسْم من أَسمَاء الداهية، وأصل ذَلِك أَن نَاقَة كَانَت تسمّى الدُّهيم فحُمل عَلَيْهَا رُؤُوس قوم فَقَالُوا: أثقل من حِمْلِ الدُّهيم، فَذَهَبت مثلا، وَلها حَدِيث. وَجَاء فلَان بالدُّهيم، وَهِي الداهية، وَأَصلهَا)

النَّاقة. ودَهْماء النَّاس: جَمَاعَتهمْ. والمَدْه مثل المَدْح سَوَاء مدهتُه بِمَعْنى مدحتُه، قُلبت الْحَاء هَاء، وهم يَفْعَلُونَ ذَلِك كثيرا. قَالَ رؤبة: لله درُّ الغانياتِ المُدَّهِ يُرِيد المُدَّحِ، وَمن روى المُزَّهِ أَرَادَ المُزَّحِ. وَقَالَ النُّعْمَان لرجل ذكر عِنْده رجلا: أردتَ كَيْمَا تَذيمه فمدهتَه تذيمه: تعيبه من الذَّيْم. والمَهْد: مَعْرُوف مهَّدت الفراشَ تمهيداً، والفراش المِهاد، وكل شَيْء وطّأته فقد مهّدته. ومَهْدَد: اسْم امْرَأَة، وللنحويين فِيهِ كَلَام لَيْسَ هَذَا مَوْضِعه.

والهَدْم: مصدر هدمتُ الشَّيْء أهدِمه هَدْماً. والهَدَم: مَا وَقع من الشَّيْء المهدوم من طين أَو غَيره، وَالشَّيْء مهدوم وهديم. والهِدْم: الكساء الخَلَق، وَجمعه أهدام وهُدوم. وهُدِمَ الرجلُ، إِذا أَصَابَهُ الدُّوار فِي الْبَحْر، وَالِاسْم الهُدام. وَذُو مَهْدَم: قَيْلٌ من أقيال حمير، وَمن وَلَده شُعيب بن ذِي مَهْدَم النَّبِي لَيْسَ شُعيب مُوسَى الَّذِي بَعثه الله الى قومه فَقَتَلُوهُ فَبعث الله عَلَيْهِم بُخْتَ نصَّر فَقَتلهُمْ قتلا ذريعاً هَكَذَا يَقُول ابْن الْكَلْبِيّ، وَأنزل الله فيهم: فلمّا أحسّوا بأسَنا إِذا هم مِنْهَا يركضون الْآيَات. وهَدِمَت الناقةُ تهدَم هَدَماً، إِذا أَرَادَت الْفَحْل، وتهدّمت تهدّماً. وَشَيخ هِدْم مثل هِمّ سَوَاء، تَشْبِيها بالكساء الخَلَق. وَقَالَ قوم من أهل اللُّغَة: الهِدْم: الكساء المرقَّع الَّذِي قد ضوعفت رقاعه بَعْضهَا على بعض. الهَمْد من قَوْلهم: هَمَدَت النارُ هموداً، إِذا طَفِئت، والجمر هامد، إِذا طَفِئ. وهَمْدان: أَبُو قَبيلَة، واشتقاقه من هَمَدتِ النارُ، إِذا سكن اشتعالُها. وذُكر عَن بعض من لَا يوثق بِهِ أَنه سُئِلَ عَن اشتقاق هَمْدان واسْمه أوْسَلَة فَقَالَ: أُخبر بخبرٍ غمّه فَقَالَ: هَمٌّ دانٍ، وَلَيْسَ هَذَا مِمَّا يُلتفت إِلَيْهِ. والهَمْدة: الْمَوْت، زَعَمُوا.

[دمي]

الدِّيمة: الْمَطَر يَدُوم أَيَّامًا، وَالْجمع دِيَم قَالَ الْأَصْمَعِي: الدِّيمة: الْمَطَر يَدُوم يَوْمًا وَلَيْلَة. والمَيْد: مصدر ماد يميد مَيْداً، إِذا تمايل وغصن مائد وميّاد. وميّادة: اسْم أمّ بعض شعراء الْعَرَب، وَهِي أمَة سَوْدَاء. وَجمع مائد مِيد، والأغصان مِيد. وَأصَاب الإنسانَ المَيْدُ، إِذا أَصَابَهُ الدُّوار عَن ركُوب الْبَحْر. وَفِي الحَدِيث: المائد فِي الْبَحْر كالمتشحّط فِي البرّ، يَعْنِي الْغَزْو. ومِدْتُ الرجلُ أميده مَيْداً، إِذا أَعْطيته ومِدْته بِخَير. وَمِنْه اشتقاق الْمَائِدَة قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: لِأَنَّهَا تَميد أَصْحَابهَا بِمَا عَلَيْهَا من الْخبز، وَهَكَذَا فسّره فِي التَّنْزِيل، وَالله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>