للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والعِفرِيَة والعِفْراة: الشعرات النابتات فِي وسط الرَّأْس يَقْشَعْرِرْنَ عِنْد الْفَزع، وَالْجمع العَفاري. قَالَ الراجز: إِذْ صَعِدَ الدهرُ إِلَى عِفْراتِهِ فاجتاحها بشَفرَتَيْ مِبْراتِهِ وعُفَيْرَة: اسْم امْرَأَة من الْعَرَب كَانَت من حكمائهم، وأحسب أَن اشتقاق العَفَرْناة من النُّوق من هَذَا إِن شَاءَ الله، وَيُمكن أَن يكون اشتقاقها من قولهمِ: أَسد عَفَرْنَى، غليظ الْعُنُق، وَالنُّون فِيهِ زَائِدَة كزيادتها فِي رَعْشن وَمَا أشبهه. واعتفرَ فلَان فلَانا، إِذا ساوره، وَكَذَلِكَ اعتفره الأسدُ.

والمَعافر، بِفَتْح الْمِيم: مَوضِع بِالْيمن تُنسب إِلَيْهِ الثِّيَاب المَعافرية. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: ثوبٌ مَعافر، غير مَنْسُوب، فَمن نسب فَهُوَ عِنْده خطأ، قَالَ أَبُو بكر: وَقد جَاءَ فِي الرجز الفصيح مَنْسُوبا. وَزَعَمُوا أَن المُعافِر الَّذِي يمشي مَعَ الرّفَق لينال من فَضلهمْ، وَلَا أَدْرِي أعربي هُوَ أم)

لَا. والعُفْرَة: لون الأعْفَر، وَهِي حُمرة فِيهَا كدرة كلون الأَرْض العفراء، وَبِه سُمّيت الْمَرْأَة عَفْراء. والعُفْر من الظّباء: اللواتي يرعين عَفَرَ الأَرْض وسهولها، وهنّ ألأم الظّباء وأصغرها أجساماً. والعُرْف: عُرف الْفرس والديك، وَالْجمع أعراف وعُروف إِن اضطُرّ إِلَى ذَلِك شَاعِر.

وَأولى فلانٌ فلَانا عُرْفاً ومعروفاً وعارفة. واعرورفَ البحرُ والسّيلُ، إِذا تراكب موجُه حَتَّى يكون لَهُ كالعُرْف. قَالَ الشَّاعِر:

(وهندٌ أَتَى من دونهَا ذُو غَواربٍ ... يقمِّص بالبُوصِيًّ مُعْرَوْرفٌ وَرْدُ)

غوارب: أعالي، وغارب كل شَيْء: أَعْلَاهُ، كَأَن لَهُ عُرْفاً من تراكبه، يقمِّص، أَي كَمَا يقمِّص الْبَعِير. والعُرْفان: دُوَيْبّة صَغِيرَة تكون فِي الرمل. وعَرَفْتُ فلَانا معرفَة وعِرفاناً، وَقَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ أَبُو زيد: تَقول الْعَرَب: عِرْفَتي بِهِ قديمَة، بِمَعْنى معرفتي. وعَرُفَ فلَان على أَصْحَابه يعرُف عَرافةً، إِذا صَار عَرِيفهم. وعرِيف الْقَوْم: سيّدهم أَو المنظور إِلَيْهِ مِنْهُم. قَالَ الشَّاعِر:

(أَو كلما وَرَدَتْ عُكاظَ قَبيلَة ... بعثوا إليّ عَريفَهم يتوسَّمُ)

فَهَذَا فِي معنى الرئيس. وَقَالَ عَلْقَمَة:

(بل كل قوم وَإِن عَزًّوا وَإِن كَثُروا ... عَرِيفهم بأثافي الشَّرِّ مرجومُ)

ويُروى: وَإِن كَرُموا، ويُروى: بدواعي الشَّرّ. وضَبْع عَرْفاءُ، إِذا كَانَ لَهَا شَعَر مثل العُرْف، والعُرْف والمَعْرَفَة وَاحِد. وشَمِمْتُ للشَّيْء عَرْفاً طيّباً، أَي رَائِحَة. والمَعارف وَاحِدهَا مَعْرَف، وَهِي الْوُجُوه، قَالَ الْأَصْمَعِي: أَنا مِنْهُ أوْجَرُ، كَأَنَّهُ قَالَ: لَا أعرف لَهَا وَاحِدًا. قَالَ الْهُذلِيّ:

(متكوِّرين على المعارف بَينهم ... ضرب كتَعْطاطِ المَزادِ الأنْجَل)

والأعراف: ضرب من النّخل، قَالَ أَبُو حَاتِم: وَهُوَ البُرْشُوم أَو مَا يُشبههُ. قَالَ الراجز: يَغْرِسُ فِيهَا الزّاذَ والأعرافا والنابِجيَّ مُسْدِفاً إسدافا يَعْنِي الأزاذ، والنابجيّ: ضرب من التَّمْر أسود. والأعراف فِي التَّنْزِيل لَا أقدِم على تَفْسِيره للِاخْتِلَاف فِيهِ. وعرَّفتُ الدارَ: زيّنتها وطيّبتها، وَكَذَلِكَ فُسِّر فِي التَّنْزِيل عَرفَها لَهُم، أَي طيّبها وزيّنها، وَالله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>