للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

النَّغْل لفساد مولده. قَالَ قوم من أهل)

اللُّغَة: لَيْسَ للنّغْل أصل فِي كَلَام الْعَرَب. قَالَ أَبُو بكر: هُوَ مولَّد. ونَغِلَ الجرحُ، إِذا فسد أَيْضا.

[غلو]

الغُلُو: الِارْتفَاع فِي الشَّيْء ومجاوزة الحدّ فِيهِ وَمِنْه قَوْله جلّ وعزّ: لَا تَغْلُوا فِي دِينكم، أَي لَا تجاوزوا الْمِقْدَار. وَمِنْه الغَلْوَة بِالسَّهْمِ، وَهُوَ أَن يُرمى بِهِ حَيْثُ مَا بلغ غلا يغلو غَلْواً وغَلْوَةً وغُلُوّاً، وَجمع الغَلْوَة غِلاء وكل مَا ارْتَفع فقد تغالى، وَمِنْه اشتقاق الشَّيْء الغالي لِأَنَّهُ قد ارْتَفع عَن حُدُود الثّمن. وغَلْوَى: اسْم فرس مَعْرُوفَة من خيل الْعَرَب. والغَلْوَة من هَذَا اشتقاقها.

والغَوْل: مصدر غاله يَغوله غَوْلاً، إِذا دبّ فِي هَلَاكه، وَبِذَلِك سُمّي الشَّيْطَان غُولاً والحيّة غُولاً، وَمِنْه قَول امْرِئ الْقَيْس:

(أيقتلني والمَشْرَفيّ مُضاجعي ... ومسنونةٌ زُرْقٌ كأنياب أغوالِ)

أَي كأنياب الشَّيَاطِين. قَالَ أَبُو حَاتِم: قَوْله: كأنياب أغوال يُرِيد أَن يكثِّر بذلك ويعظّم. وَمِنْه قَوْله تبَارك وَتَعَالَى كَأَنَّهُ رُؤُوس الشّياطين، وقُريش لم تَرَ رَأس شَيْطَان قطُّ، وَإِنَّمَا أَرَادَ تَعْظِيم ذَلِك فِي صُدُورهمْ. وَقَالَ أَبُو بكر أَيْضا: وَلم يصف امْرُؤ الْقَيْس أَنْيَاب الشَّيَاطِين لأَنهم رأوها وعرفوها وَلكنه على التهويل والتعظيم لِأَن اعلرب تسمّى كل مَا استفظعته شَيْطَانا. وَمِنْه قَوْله جلّ وعزّ: كأنّه رُؤُوس الشَّيَاطِين، لم يمثِّلها جلّ وعزّ لَهُم بِمَا لم يرَوا وَلكنه خاطبهم بِمَا يعْرفُونَ. قَالَ الراجز: مَا ليلةُ الفَقير إِلَّا شَيطانْ والفَقير: بِئْر مَعْرُوفَة. وغَوْل: مَوضِع مَعْرُوف، بِفَتْح الْغَيْن. قَالَ لبيد:

(عَفَتِ الدّيارُ مَحلُّها فمُقامُها ... بمِنًى تأبّدَ غَوْلُها فرِجامُها)

وغُوَيْل: مَوضِع أَيْضا. وتغوّل هَذَا الأمرُ، إِذا تنكّر. والغِيلان عِنْد الْعَرَب: سَحَرة الشَّيَاطِين هَكَذَا قَول الْأَصْمَعِي، الْوَاحِد غُول من الجنّ. قَالَ الشَّاعِر:

(فَمَا تدومُ على حالٍ تكون بهَا ... كَمَا تلوّنُ فِي أثوابها الغُولُ)

وأمّ غَيْلان: ضرب من العِضاه. وَقد سمّت الْعَرَب غَيْلان وغُوَيْلاً. وغَوْلان: مَوضِع. وغَوْلان: أَحْسبهُ ضربا من أَحْرَار البقل. والغَوْل: البُعد، وَقَوله عزّ وجلّ: لَا فِيهَا غَوْلٌ، أَي لَا تغتال عقولَهم. واللّوغ: أَن تديرَ الشيءَ فِي فِيك ثمَّ تلفِظه لاغه يلوغه لوْغاً. وأوغلَ فِي الأَرْض، إِذا أبعد فِيهَا وكل دَاخل فِي شَيْء دخولَ مستعجلٍ فقد أوغلَ فِيهِ. قَالَ المتنخِّل الهُذلي:)

(حَتَّى يجيءَ وجِنُّ اللَّيْل يوغِلُه ... والشّوكُ فِي وضَح الرِّجلين مركوزُ)

جِنُّ اللَّيْل: ظُلمته ويوغله: يُعْجله. والواغِل: الدَّاخِل على الْقَوْم وهم يشربون وَلم يُدْعَ إِلَيْهِ، كَمَا أَن الوارش والراشن: الدَّاخِل على الْقَوْم وهم يَأْكُلُون وَلم يُدْعَ: قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

<<  <  ج: ص:  >  >>