للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَقد يُطلق الذِّهْن وَيُرَاد بِهِ قوتنا المدركة، وَهُوَ الشَّائِع، وَقد يُطلق وَيُرَاد بِهِ الْقُوَّة المدركة مُطلقًا، سَوَاء كَانَت النَّفس الناطقة الإنسانية أَو آلَة من آلَات إِدْرَاكهَا، أَو مُجَرّد آخر، وَهَذَا الْمَعْنى هُوَ المُرَاد فِي الْوُجُود الذهْنِي، وَكَذَا الْخَارِج يُطلق على مَعْنيين: أَحدهمَا الْخَارِج عَن الذِّهْن مُطلقًا، وَهُوَ الْمَشْهُور الْمَذْكُور غَائِبا، وَثَانِيهمَا: الْخَارِج عَن النَّحْو الفرضي من الذِّهْن، لَا من الذِّهْن مُطلقًا، وَالْخَارِج بِهَذَا الْمَعْنى أَعم من الْخَارِج بِالْمَعْنَى الأول، لتنَاوله لَهُ، وللنحو غير الفرضي من الذِّهْن، وَهُوَ المُرَاد من الْخَارِج فِي قَوْلهم: صِحَة الحكم مطابقته لما فِي الْخَارِج، فالموجود والخارجي على نحوين: أَحدهمَا الْحُصُول بِالذَّاتِ لَا بالصورة، وَذَلِكَ الْحُصُول أَعم من الْوُجُود فِي نفس الْأَمر من وَجه لتحقيق الأول دون الثَّانِي فِي المخترعات الذهنية، وَبِدُون الأول فِي الموجودات الخارجية. [وَاعْلَم أَن الْمُتَكَلِّمين والحكماء نازعوا فِي الْوُجُود الذهْنِي، وَاخْتلف فِي تعْيين مَحل النزاع، وَالَّذِي يظْهر فِي تعْيين الْمحل هُوَ أَن للنار مثلا وجودا بِهِ يظْهر عَنْهَا أَحْكَامهَا وتصدر عَنْهَا آثارها من الإضاءة والإحراق وَغَيرهمَا وَهَذَا الْوُجُود يُسمى عينيا وخارجيا وَأَصِيلا، وَهَذَا مِمَّا لَا نزاع فِيهِ بَين أَرْبَاب النّظر إِنَّمَا النزاع فِي أَن لَهَا سوى الْوُجُود الْمَذْكُور وجودا آخر لَا يَتَرَتَّب بِهِ عَلَيْهَا تِلْكَ الْأَحْكَام والْآثَار، فالحكماء أثبتوه وَعَامة الْمُتَكَلِّمين أنكروه] ثمَّ الْمَوْجُود فِي الذِّهْن عِنْد المثبتين الْوُجُود الذهْنِي هُوَ نفس الْمَاهِيّة الَّتِي تُوصَف بالوجود الْخَارِجِي، وَالِاخْتِلَاف بَينهمَا بالوجود دون الْمَاهِيّة، وَلذَا قَالَ صَاحب " المحاكمات ": الْأَشْيَاء فِي الْخَارِج أَعْيَان، وَفِي الذِّهْن صور وَذكر الإِمَام فِي شرح " الإشارات أَن استعداد النَّفس لِاكْتِسَابِ الْعُلُوم يُسمى ذهنا، وجودة ذَلِك الاستعداد يُسمى فطنة

وَقد تسْتَعْمل الفطنة كثيرا فِي الرموز والإشارات

الذكاء: شدَّة قُوَّة النَّفس معدة لِاكْتِسَابِ الآراء بِحَسب اللُّغَة

وَفِي الِاصْطِلَاح: قد يسْتَعْمل فِي الفطانة يُقَال (رجل ذكي) و (فلَان من الأذكياء) يُرِيدُونَ بِهِ الْمُبَالغَة فِي فطانته كَقَوْلِهِم: (فلَان شعلة نَار)

وذكاء: اسْم الشَّمْس

وَابْن ذكاء: اسْم للصبح وَذَاكَ أَنه يتَصَوَّر الصُّبْح ابْنا للشمس

الذّكر؛ بِالْكَسْرِ لَهُ مَعْنيانِ: أَحدهمَا: التَّلَفُّظ بالشَّيْء وَالثَّانِي: إِحْضَاره فِي الذِّهْن بِحَيْثُ لَا يغيب عَنهُ، وَهُوَ ضد النسْيَان

و [الذّكر] ، بِالضَّمِّ: للمعنى الثَّانِي لَا غير

وَإِذا أُرِيد بِالذكر الْحَاصِل بِالْمَصْدَرِ يجمع على (أذكار) وَهُوَ الْإِتْيَان بِأَلْفَاظ ورد التَّرْغِيب فِيهَا، وَيُطلق وَيُرَاد بِهِ الْمُوَاظبَة على الْعَمَل بِمَا أوجبه أَو ندب إِلَيْهِ كالتلاوة وَقِرَاءَة الْأَحَادِيث ودرس الْعلم، وَالنَّفْل بِالصَّلَاةِ.

وَفعل الذّكر يتَعَدَّى إِلَى مَفْعُوله الثَّانِي مرّة ب (على) وَمرَّة بِاللَّامِ. نَحْو: (ذكرته لَهُ) ، {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لم يذكر اسْم الله عَلَيْهِ}

وَفِي " الْمُحِيط ": إِذا اسْتعْمل بعلى يُرَاد الذّكر

<<  <   >  >>