للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَن الْأُخْرَى وَلَا يَصح فِي الْكَلَام المعجز معنى الزِّيَادَة الَّتِي تكون لَغوا، بل المُرَاد بهَا أَن لَا تكون مَوْضُوعَة لِمَعْنى هُوَ جُزْء التَّرْكِيب، وَإِنَّمَا تفِيد وثاقة وَقُوَّة للتركيب كَمَا قَالَه بَعضهم فِي قَوْله تَعَالَى: {أفأمن أهل الْقرى} إِن هَذِه الْهمزَة مقحمة مزيدة لتقرير معنى الْإِنْكَار أَو التَّقْرِير، أَرَادَ أَنَّهَا مقحمة على الْمَعْطُوف، مزيدة بعد اعْتِبَار عطفه، لَا أَنَّهَا مزيدة بِمَنْزِلَة حرف الصِّلَة غير مَذْكُورَة لإِفَادَة مَعْنَاهَا

وَالزِّيَادَة والإلغاء عَن عِبَارَات الْكُوفِيّين، والقلة والحشو من عِبَارَات الْبَصرِيين

وَالزَّائِد يُوجد فِي كل عَارض، وَلَا يلْزم فِي كل زَائِد عَارض

وَالْعرب تزيد فِي كَلَامهم أَسمَاء وأفعالا فالاسم فِي قَوْلنَا (بِسم الله) فَإِنَّهُ إِنَّمَا أردنَا (باسم معنى الله) و (اسْم) مَعْنَاهُ الله فَكَأَنَّهُ قَالَ: (بِاللَّه) ، لكنه لما أشبه الْقسم زيد فِيهِ الِاسْم، وَكَذَا الْمثل فِي قَوْله تَعَالَى: {فَأتوا بِسُورَة من مثله}

وَشهد شَاهد على مثله: أَي عَلَيْهِ

[وَيجوز أَن يكون فِي الْكَلَام زِيَادَة يجب حذفهَا ليحصل الْمَعْنى الْمَقْصُود نَحْو قَوْله: {وَحرَام على قَرْيَة أهلكناها أَنهم لَا يرجعُونَ} وَقَوله تَعَالَى: {لَا أقسم بِيَوْم الْقِيَامَة} فَإِن كلمة (لَا) فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَاجِبَة بالحذف]

وَمِمَّا يُزَاد من الْأَفْعَال قَوْله تَعَالَى: {أم تنبئونه بِمَا لَا يعلم فِي الأَرْض} أَرَادَ - وَالله أعلم -: بِمَا لَيْسَ فِي الأَرْض

وَقَوله: {كَيفَ نُكَلِّم من كَانَ فِي المهد صَبيا} وَقَوله: {فَأَصْبحُوا خاسرين} لأَنهم يرجون فِيهِ الْفرج من عِلّة تزاد بِاللَّيْلِ

وَمن سنتهمْ النَّقْص أَيْضا من عدد الْحُرُوف، يَقُولُونَ:

درس المنا

يُرِيدُونَ (الْمنَازل)

وَلَيْسَ شَيْء على الْمنون بخال

أَي بِخَالِد

الزَّعْم، بِالضَّمِّ: اعْتِقَاد الْبَاطِل بِلَا تَقول

و [الزَّعْم] بِالْفَتْح: اعْتِقَاد الْبَاطِل بتقول

وَقيل: بِالْفَتْح قَول مَعَ الظَّن، وبالضم ظن بِلَا قَول وَمن عَادَة الْعَرَب أَن من قَالَ كلَاما وَكَانَ عِنْدهم كَاذِبًا قَالُوا: زعم فلَان، وَقَالَ شُرَيْح: لكل شَيْء كنية، وكنية الْكَذِب زعم وَفِي " الْأَنْوَار ": الزَّعْم ادِّعَاء الْعلم بالشَّيْء، وَلِهَذَا يتَعَدَّى إِلَى مفعولين كَقَوْلِه تَعَالَى: {زعم الَّذين كفرُوا أَن لن يبعثوا} وَقد جَاءَ فِي الْقُرْآن فِي كل مَوضِع ذمّ لِلْقَائِلين، وَقد يسْتَعْمل بِمَعْنى (قَالَ) مُجَردا من

<<  <   >  >>