للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اشتره مصاحبا للسرج، وعَلى الثَّانِي كَانَ السرج مشترى وَالْمعْنَى اشترهما مَعًا

والظرف المستقر إِذا وَقع بعد الْمعرفَة يكون حَالا نَحْو (مَرَرْت بزيد فِي الدَّار) أَي كَائِنا فِي الدَّار

وَإِذا وَقع بعد النكرَة يكون صفة نَحْو: (مَرَرْت بِرَجُل فِي الدَّار) [أَي كَائِن فِي الدَّار]

وَيَقَع صلَة نَحْو: {وَله من فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمن عِنْده لَا يَسْتَكْبِرُونَ}

وخبرا نَحْو: (فِي الدَّار زيد أم عنْدك) وَبعد الْقسم بِغَيْر الْبَاء نَحْو: {وَاللَّيْل إِذا يغشى}

وَيكون مُتَعَلقَة مَذْكُورا بعده على شريطة التَّفْسِير نَحْو: (يَوْم الْجُمُعَة صمت) وَيشْتَرط فِي الظّرْف المستقر أَن يكون الْمُتَعَلّق متضمنا فِيهِ، وَأَن يكون مِنْهُ الْأَفْعَال الْعَامَّة، وَأَن يكون مُقَدرا غير مَذْكُور، وَإِذا لم تُوجد هَذِه الشُّرُوط فالظرف لَغْو قَالَ بَعضهم: مَا لَهُ حَظّ من الْإِعْرَاب، وَلَا يتم الْكَلَام بِدُونِهِ، بل هُوَ جُزْء الْكَلَام فَهُوَ مُسْتَقر، وَلَيْسَ اللَّغْو كَذَلِك لِأَنَّهُ مُتَعَلق بعامله الْمَذْكُور، وَالْإِعْرَاب لذَلِك الْعَامِل، وَيتم الْكَلَام بِدُونِهِ، وَحقّ اللَّغْو التَّأْخِير لكَونه فضلَة، وَحقّ المستقر التَّقْدِيم لكَونه عُمْدَة ومحتاجا إِلَيْهِ

والظرف فِي قَوْله تَعَالَى: {ذَلِك لَهُم خزي فِي الدُّنْيَا} لَغْو مُتَعَلق بالخزي، وَفِي الدُّنْيَا خزي مُسْتَقر، أَي الخزي حَاصِل لَهُم لِأَن كَون الْمَرْء قَاطع الطَّرِيق مذلة وفضيحة فِي نَفسه بِخِلَاف منع الْمَسَاجِد عَن ذكر الله وَالسَّعْي فِي خرابها لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي نَفسه مذلة بل مؤد إِلَيْهَا

وَمِمَّا يَنْبَغِي أَن يُنَبه عَلَيْهِ هُوَ أَن مثل (كَانَ) أَو (كَائِن) الْمُقدر فِي الظروف المستقرة لَيْسَ من الْأَفْعَال النَّاقِصَة بل من التَّامَّة بِمَعْنى ثَبت وَحصل، أَو ثَابت وَحَاصِل

والظرف بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ لَغْو وَإِلَّا لَكَانَ الظّرْف فِي موقع الْخَبَر لَهُ فَيكون بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ مُسْتَقرًّا لَا لَغوا، لِأَن اللَّغْو لَا يَقع موقع مُتَعَلّقه فِي وُقُوعه خبر فَيلْزم (أَن يقدر (كَانَ) أَو (كَائِن) آخر وَهُوَ أَيْضا من النَّاقِصَة على ذَلِك التَّقْدِير فَيَقَع الظّرْف فِي موقع الْخَبَر لَهُ أَيْضا) فَيلْزم التسلسل والتقديرات

والظرفية الْحَقِيقِيَّة حَيْثُ كَانَ للظرف احتواء وللمظروف تحيز ك (الدِّرْهَم فِي الْكيس)

والمجازية حَيْثُ فقد الاحتواء ك (زيد فِي الْبَريَّة) أَو التحيز نَحْو: (فِي صدر فلَان علم) أَو فقدا مَعًا نَحْو: (فِي نَفسه علم)

والظروف المبهمة مَا لَيْسَ لَهَا حُدُود تحصرها وَلَا أفكار تحويها، وَقد وَسعوا فِي الظّرْف من الْأَحْكَام مَا لم يوسعوا فِي غَيره مثل أَنهم لم يجوزوا تَقْدِيم مَعْمُول الْمصدر عَلَيْهِ إِذا لم يكن ظرفا، وجوزوه إِذا كَانَ ظرفا كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَلَا تأخذكم بهما رأفة} ، وَقَوله تَعَالَى: {فَلَمَّا بلغ مَعَه السَّعْي} ، فَإِن الْعَامِل فِي الْآيَة الأولى (الرأفة) وَفِي الْآيَة الثَّانِيَة (السَّعْي)

وجوزوا عمل اسْم الْإِشَارَة فِي الظّرْف مَعَ أَنه

<<  <   >  >>