للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَالْفَاء السَّبَبِيَّة لَا يعْمل مَا بعْدهَا فِيمَا قبلهَا إِذا وَقعت فِي موقعها وموقعها أَن يكون بِحَسب الظَّاهِر بَين جملتين، إِحْدَاهمَا بِمَنْزِلَة الشَّرْط، وَالْأُخْرَى بِمَنْزِلَة الْجَزَاء نَحْو: {فوكزه مُوسَى فَقضى عَلَيْهِ}

وَأما إِذا كَانَت زَائِدَة كَمَا فِي {فسبح بِحَمْد رَبك} أَو وَاقعَة فِي غير موقعها لغَرَض من الْأَغْرَاض كَمَا فِي {وَرَبك فَكبر}

وكالفاء الدَّاخِلَة فِي جَوَاب (أما) نَحْو {فَأَما الْيَتِيم فَلَا تقهر} فَحِينَئِذٍ جَازَ عمل مَا بعْدهَا فِيمَا قبلهَا

وَالْفَاء بعد (وَبعد) لإجراء الظّرْف مجْرى الشَّرْط، ذكره سِيبَوَيْهٍ فِي: (زيد حِين لَقيته فأكرمته) ، وَجعل الرضي مِنْهُ {وَإِذ لم يهتدوا بِهِ فسيقولون}

وَأما تَقْدِير (أما) فمشروط بِكَوْن مَا بعد الْفَاء أمرا أَو نهيا، وَمَا قبلهَا مَنْصُوبًا بِهِ أَو بمفسر بِهِ

وَكَثِيرًا مَا تكون الْفَاء السَّبَبِيَّة بِمَعْنى لَام السَّبَبِيَّة، وَذَلِكَ إِذا كَانَ مَا بعْدهَا سَببا لما قبلهَا كَقَوْلِه تَعَالَى: {اخْرُج مِنْهَا فَإنَّك رجيم}

وَالْفَاء العاطفة تفِيد التَّرْتِيب الْمُتَّصِل معنويا كَانَ نَحْو: {أَمَاتَهُ فأقبره} ، {خلقك فسواك} ، أَو ذكريا وَهُوَ عطف مفصل على مُجمل نَحْو: {فأزلهما الشَّيْطَان عَنْهَا فأخرجهما مِمَّا كَانَ فِيهِ} ، وكقولك: (تَوَضَّأ فَغسل وَجه وَيَديه، وَمسح رَأسه وَرجلَيْهِ)

والتعقيب [فِي الْفَاء على حسب مَا يعد فِي الْعَادة عقيب الأول وَإِن كَانَ بَينهمَا أزمان كَثِيرَة كَقَوْلِه تَعَالَى] : {خلقنَا النُّطْفَة علقَة فخلقنا الْعلقَة مُضْغَة}

والسببية غَالِبا نَحْو: {فَتلقى آدم من ربه كَلِمَات فَتَابَ عَلَيْهِ}

والتعقيب الزماني كَقَوْلِك: (قعد زيد فَقَامَ عَمْرو) لمن) سَأَلَك عَنْهُمَا أَهما كَانَا مَعًا أم متعاقبين

والتعقيب الذهْنِي كَقَوْلِك: (جَاءَ زيد فَقَامَ عَمْرو إِكْرَاما لَهُ)

والتعقيب فِي القَوْل كَقَوْلِك (لَا أَخَاف الْأَمِير فالملك السُّلْطَان) كَأَنَّك تَقول: لَا أَخَاف الْملك، فَأَقُول: لَا أَخَاف السُّلْطَان

وَقد تَجِيء لمُجَرّد التَّرْتِيب نَحْو: {فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا}

وَتَكون لمُجَرّد السَّبَبِيَّة من غير عطف نَحْو: {فصل لِرَبِّك وانحر} إِذْ لَا يعْطف الْإِنْشَاء

<<  <   >  >>