للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثَالِثهَا: التجربيات، وَهِي مَا يحصل من الْعَادة كَقَوْلِنَا: (الرُّمَّان بِحَبْس الْقَيْء) وَقد يعم كعلم الْعَامَّة بِالْخمرِ أَنه مُسكر، وَقد يخص كعلم الطَّبِيب بإسهال المسهلات.

رَابِعهَا: المتواترات، وَهِي مَا يحصل بِنَفس الْأَخْبَار تواتراً كَالْعلمِ بِوُجُود مَكَّة لمن لم يرهَا.

خَامِسهَا: الحدسيات، وَهِي مَا يجْزم بِهِ الْعقل لترتيب دون تَرْتِيب التجربيات مَعَ الْقَرَائِن كَقَوْلِنَا: نور الْقَمَر مُسْتَفَاد من الشَّمْس.

سادسها: المحسوسات، وَهِي مَا يحصل بالحس الظَّاهِر أَعنِي بِالْمُشَاهَدَةِ كالنار حارة وَالشَّمْس مضيئة، فَهَذِهِ جملَة اليقينيات الَّتِي يتألف مِنْهَا الْبُرْهَان.

الْيَوْم: هُوَ لُغَة مَوْضُوع للْوَقْت الْمُطلق لَيْلًا أَو غَيره قَلِيلا أَو غَيره كَيَوْم الدّين لعدم الطُّلُوع والغروب حِينَئِذٍ.

وَعرفا: مُدَّة كَون الشَّمْس فَوق الأَرْض.

وَشرعا: زمَان ممتد من طُلُوع الْفجْر الثَّانِي إِلَى غرُوب الشَّمْس، بِخِلَاف النَّهَار فَإِنَّهُ زمَان ممتد من طُلُوع الشَّمْس إِلَى غُرُوبهَا. وَلذَلِك يُقَال: صمتُ الْيَوْم وَلم يُقَال: صمت النَّهَار.

[وَقَالَ بَعضهم: مبدأ النَّهَار فِي عرف المنجمين وَالْفرس وَالروم من طُلُوع الشَّمْس وَهُوَ الْوَضع الطبيعي. وَفِي عرف أهل الشَّرْع من طُلُوع الصُّبْح الصَّادِق. فزمان النَّهَار على هَذَا الْعرف يزِيد على زمَان النَّهَار فِي الْعرف الأول بِزَمَان من اللَّيْل مَعْلُوم بِمِقْدَار مَحْدُود المبدأ، وَهُوَ مَا بَين طلوعي

الْفجْر. ومبدأ اللَّيْل على الأول من غرُوب الشَّمْس، وعَلى الثَّانِي من مُجَاوزَة الْأُفق الغربي من حَيْثُ يظْهر من جَانب الشرق الظلمَة] .

وَإِذا قرن الْيَوْم بِفعل لَا يَمْتَد كالقدوم مثلا كَانَ لمُطلق الْوَقْت: {وَمن يولهم يَوْمئِذٍ دبره} فَإِن الْيَوْم فِيهَا مجَاز عَن الْوَقْت الْيَسِير بِخِلَاف الْيَوْم الآخر فَإِنَّهُ مجَاز عَن الْوَقْت الممتد الْكثير كَمَا فِي {يَوْم تَأتي السَّمَاء بِدُخَان مُبين} .

وللنهار إِذا امْتَدَّ كَالصَّوْمِ مثلا لكَونه معياراً فَإِن قيل: لَو قَالَ: (عَبده حر يَوْم يقدم فلَان) فَقدم لَيْلًا أَو نَهَارا أعتق مَعَ أَن الْيَوْم يسْتَعْمل للنهار حَقِيقَة وللوقت مجَازًا، وَفِيه الْجمع بَين الْحَقِيقَة وَالْمجَاز كَمَا فِي (لَا يضع قدمه فِي دَار فلَان) حَيْثُ يَحْنَث بِالْملكِ وَالْإِجَارَة والإعارة، وَفِيه أَيْضا جمع بَينهمَا لِأَن دَار فلَان حَقِيقَة فِي الْملك، وَالَّتِي سكن فِيهَا بِمَا ذكرنَا مجَاز لصِحَّة النَّفْي فِي غير ذَلِك دونه، وَوضع الْقدَم حَقِيقَة فِيمَا إِذا كَانَ حافياً وراجلاً، ومجاز فِيمَا إِذا كَانَ رَاكِبًا قُلْنَا: إِن هَذَا لَيْسَ من قبيل جمع الْحَقِيقَة وَالْمجَاز بل بِاعْتِبَار عُمُوم الْمجَاز أَي: صَار اللَّفْظ مجَازًا عَن شَيْء، وَذَلِكَ الشَّيْء عَام فَيعم.

وَيَوْم الْقِيَامَة: عبارَة عَن امتداد الضياء الْعَام.

وَأول الْيَوْم: الْفجْر ثمَّ الصَّباح ثمَّ الْغَدَاة ثمَّ البكرة ثمَّ الضُّحَى ثمَّ الهجيرة ثمَّ الظّهْر ثمَّ الرواح ثمَّ الْمسَاء ثمَّ الْعَصْر ثمَّ الْأَصِيل ثمَّ الْعشَاء الأولى ثمَّ الْعشَاء الْأَخِيرَة عِنْد مغيب الشَّفق.

والسَّحَر سَحَران: الأول قبل انصداع الْفجْر

<<  <   >  >>