للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

صنم في بيته يكرمه ويمسحه من الغبار ويضع عليه ثوبا وكان يكلم في الإسلام فيأباه وكان عبادة بن الصامت له خليلا فقعد له يوما يرصده فلما خرج من بيته دخل عبادة ومعه قدوم وزوجته عند أهلها فجعل يفلذه فلذة فلذة وهو يقول: ألا كل ما يدعى مع الله باطل ثم خرج وأغلق الباب فرجع كعب إلى بيته فنظر إلى الصنم قد كسر فقال هذا عمل عبادة فخرج مغضبا وهو يريد أن يشاتم عبادة إلى أن فكر في نفسه فقال ما عند هذا الصنم من طائل لو كان عنده طائل حيث جعله جذاذا (١) لامتنع ومضى حتى دق على عبادة فأشفق عبادة أن يقع به فدخل عليه فقال قد رأيت أن لو كان عنده طائل ما تركك تصنع به ما رأيت وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قال ثم شهد كعب بعد ذلك المشاهد مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وروى عنه أحاديث أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم ح وأنبأنا أبو الفتح أحمد بن محمد الحداد أنبأنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الهمذاني قالا أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا محمد بن عبد الرحيم الديباجي التستري حدثنا أحمد بن عيسى المصري حدثنا ضمام بن إسماعيل (٢) حدثني يزيد بن أبي حبيب وموسى بن وردان عن كعب بن عجرة قال أتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) يوما فرأيته متغيرا قال قلت بأبي أنت ما لي أراك متغيرا قال ما دخل جوفي ما يدخل جوف ذات كبد منذ ثلاث قال فذهبت فإذا يهودي يسقي إبلا فسقيت له على كل دلو تمرة فجمعت تمرا فأتيت به النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال من أين لك يا كعب فأخبرته فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) أتحبني يا كعب قلت بأبي أنت نعم قال إن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى معادنه (٣) وإنه سيصيبك بلاء فأعد له تجفافا (٤) قال: ففقده النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال ما فعل كعب قالوا مريض فخرج يمشي حتى دخل عليه فقال أبشر يا كعب فقالت أمه هنيئا لك الجنة يا كعب فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) من هذه المتألية على الله قال هي أمي يا رسول الله قال ما يدريك يا أم كعب لعل كعبا قال ما لا ينفعه أو منع مالا يعنيه (٥)

[١٠٦٣٢]


(١) الجذاذ والجذاذ: ما كسر من الشئ يقال: جذذت الشئ كسرته وقطعته
(٢) من طريقه روي في سير أعلام النبلاء ٣ / ٥٤ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٤١ - ٦٠) ص ٢٩٤
(٣) كذا بالأصل وم و " ز " وسير الأعلام وفي تاريخ الإسلام: مجاريه
(٤) التجفاف: ما يجلل به الفرس من سلاح أو آلة تقية الجراح
(٥) كذا بالأصل وم وفي " ز ": والمصدرين: يغنيه