للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كما ذهب أصحابه فأمرته (١) بالمقام لإسلامه فتنازعا في ذلك حتى تشاتما فلما قدما المدينة اجتمعا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فذكر عمار الرجل وما صنع فأجاز رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمان عمار ونهى يومئذ أن يجير أحد على أمير فتشاتما عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال خالد يا رسول الله أيشتمني هذا العبد عندك أما والله لولاك ما شتمني فقال نبي الله (صلى الله عليه وسلم) كف يا خالد عن عمار فإنه من يبغض عمارا يبغضه الله عز وجل ثم قام عمار فولى وأتبعه خالد بن الوليد حتى أخذ بثوبه فلم يزل يترضاه حتى رضي ونزلت هذه الآية " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " (٢) أمراء السرايا " فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول " (٢) فيكون الله ورسوله هو الذي يحكم فيه " ذلك خير وأحسن تأويلا " (٢) يقول خير عاقبة (٣) أخبرنا أبو بكر الحاسب أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر الخزاز أنا عبد الوهاب بن أبي حية (٤) انا محمد بن شجاع أنا محمد بن عمر (٥) نا يوسف بن يعقوب بن عتبة عن عثمان بن محمد الأخنسي عن عبد الملك بن أبي بكر (٦) بن عبد الرحمن بن الحارث قال أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خالد بن الوليد أن يغير على بني كنانة إلا أن يسمع أذانا أو يعلم إسلاما فخرج حتى انتهى إلى بني جذيمة فامتنعوا أشد الامتناع وقاموا (٧) وتلبسوا السلاح فانتظر بهم صلاة العصر والمغرب والعشاء لا يسمع أذانا ثم حمل عليهم فقتل من قتل وأسر من أسر فادعوا بعد الإسلام قال عبد الملك وما عتب عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ذلك ولقد كان المقدم حتى مات ولقد خرج معه بعد ذلك إلى حنين على مقدمته وعلى تبوك وبعثه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى أكيدر دومة الجندل (٨) فسبا من سبا ثم صالحهم ولقد بعثه


(١) في ابن العديم: فأمره
(٢) سورة النساء الاية: ٥٩
(٣) الخبر نقله ابن العديم ٧ / ٣١٤٦ - ٣١٤٧
(٤) ابن العديم: " حبة " انظر تبصير المنتبه ١ / ٤٠٥
(٥) مغازي الواقدي ٣ / ٨٨٣ - ٨٨٤ ونقله عنه ابن العديم ٧ / ٣١٤٧
(٦) " بن أبي بكر " سقط من مغازي الواقدي
(٧) الواقدي: وقاتلوا
(٨) دومة الجندل: حصن وقرى بين الشام والمدينة قرب جبلي طيئ من جهة الشمال (ياقوت)