للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بمكروه فِي الْأَمر انتفخت الرئة للجبن الَّذِي حل بهَا فَضَاقَ الصَّدْر حَتَّى زحزح الْقلب عَن مَكَانَهُ فَإِذا ضَاقَ على الْقلب مَكَانَهُ ضَاقَ مَوضِع التَّدْبِير وَهُوَ الصَّدْر لِأَن عَيْني الْفُؤَاد مفتوحتان فِي الصَّدْر وَعند الْعَينَيْنِ تَدْبِير الْأُمُور ثمَّ يصدر إِلَى الْجَوَارِح وَلذَلِك سمي صَدرا لِأَن الْأُمُور تصدر من هُنَاكَ

وَإِنَّمَا سمي شكا لِأَن ذَلِك النَّائِب من الْأَمر يشك سَعَة الصَّدْر كَمَا يشك الثَّوْب الْمَبْسُوط فَيجمع بعضه إِلَى بعض ويشك بشوكة أَو بإبرة أَو يخيط فَيُقَال شكّ الثَّوْب وَهُوَ مَشْكُوك فَإِذا انتفخت الرئة بِمَا خطر على بَال الْقلب من الخواطر وضاق على الْقلب مَكَانَهُ ترحل الْقلب عَن مستقره وتذبذب وَكَانَ كالدلو الْمُعَلق أَو الْقنْدِيل الْمُعَلق فَإِذا تحرّك الْقنْدِيل اضْطربَ الْإِشْرَاق فَصَارَ بعضه ظلا وَبَعضه إشراقا فَفِي الظل الضَّلَالَة وَفِي الْإِشْرَاق الْهدى فَكلما تراكمت الأظلة انقبض الصَّدْر فَصَارَ مشكوكا كَالثَّوْبِ الَّذِي شكّ وَقبض بعضه إِلَى بعض فَصَارَ متراكما بعضه على بعض وَصَارَت لَهُ زَوَايَا كَذَلِك الصَّدْر إِذا انقبض حدثت لَهُ فِي زواياه أظلة فَمِنْهَا يضل عَن الله ويفتقد الْهدى وَأما الشّرك فَهُوَ مَأْخُوذ من الشّرك والشرك حَبل فِيهِ معاليق يعلق بهَا أرجل الطير أَو أعناقها أَو أَجْنِحَتهَا حَتَّى تُؤْخَذ صيدا فَكَذَلِك الْأَسْبَاب الَّتِي وضعت فِيهَا حاجات الْآدَمِيّ فَتلك الْأَسْبَاب تَأْخُذ بِقَلْبِه لِأَن شَهْوَة تِلْكَ الْأَشْيَاء فِي نَفسه فَإِذا اشتهاها لَهُ أحبها فَإِذا وصل حبها إِلَى قلبه ثمَّ رأى الْقلب تِلْكَ الْأَشْيَاء من تِلْكَ أحب تِلْكَ الْأَسْبَاب من أجل تِلْكَ الْأَشْيَاء وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {زين للنَّاس حب الشَّهَوَات} ثمَّ عدد الشَّهَوَات فَقَالَ {من النِّسَاء والبنين} الْآيَة

فالشك ضيق الصَّدْر والشرك تعلق الْقلب بالشَّيْء وَإِنَّمَا يُوسع الْقلب

<<  <  ج: ص:  >  >>