للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من فَضله فَقَالَ {وَأنْكحُوا الْأَيَامَى مِنْكُم وَالصَّالِحِينَ} الْآيَة وَبَين فِي الْآيَة من أَيْن يغنيهم فَقَالَ {من فَضله} وَالْفضل قبل الْقِسْمَة

وَلذَلِك قَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ مَا وجدنَا الطّلب للغنى فِي مثل الْبَاءَة وتلا هَذِه الْآيَة

فَإِذا زنى فقد آثر الْفَرح الَّذِي هُوَ من قبل الْعَدو السابي لِقَلْبِهِ على الْفَرح الَّذِي ندب الله عز وَجل إِلَيْهِ عباده فَقَالَ {قل بِفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا} فَذهب الْفضل والغنى لِأَنَّهُ قد جاوره من يدنسه

وَأما قَوْله إِذا أخفرت الذِّمَّة أديل الْكفَّار لِأَن الْمُؤمن عَاهَدَ الله بِالْوَفَاءِ بِذِمَّتِهِ فَإِذا أَخْفَر نقض الْعَهْد وَإِذا نقض الْعَهْد وَهِي عقدَة الْمعرفَة لِأَن الْمعرفَة مقرونة بالعهد معقودة بِهِ فبنقض الْعَهْد يخَاف انحلال العقد وَمن قبل الانحلال تذْهب هَيْبَة الْإِسْلَام ويقذف الوهن فِي الْقُلُوب

عَن ثَوْبَان مولى النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ سَمِعت النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ ليتداعى عَلَيْكُم الْأُمَم كَمَا يتداعى الْأكلَة إِلَى قصعتها قلت يَا رَسُول الله وَمن قلَّة بِنَا يَوْمئِذٍ قَالَ لَا بل أَنْتُم كثير وَلَكِنَّكُمْ غثاء كغثاء السَّيْل وَلَينْزَعَنَّ الله المهابة من صُدُور عَدوكُمْ مِنْكُم وليقذفن فِي قُلُوبكُمْ الوهن فَقلت يَا رَسُول الله وَمَا الوهن قَالَ حب الدُّنْيَا وَكَرَاهَة الْمَوْت

<<  <  ج: ص:  >  >>