للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأما قَوْله أولهنَّ دُخُولا على الله وآخرهن خُرُوجًا من عِنْد الله فَإِن هَذِه الْكَلِمَات رُؤُوس الْكَلَام وأمناؤه ومهيمن على سَائِر الْكَلَام فالأمناء أولهنَّ دُخُولا على الْملك يَوْم يقْعد لعرض الْأَخْبَار وتدبير الْملك فيرفعون إِلَيْهِ أُمُور الرّعية ثمَّ يَأْذَن للرعية فيعترضهم فَإِذا خَرجُوا من عِنْده كَانَ التَّدْبِير مَعَ الْأُمَنَاء وَقَضَاء حوائج الرّعية على أَيْديهم وَقبُول معاذيرهم ونوال عطاياهم فَكَذَلِك هَذِه الْكَلِمَات يدخلن على الله يَوْم تعرض الْأَعْمَال فِي كل إثنين وخميس ثمَّ تَجِيء الْأَعْمَال بعد ذَلِك على أثرهن فتعرض على الله فتزكية الْأَعْمَال وتوفيرها من هَؤُلَاءِ الْأُمَنَاء يشْهدُونَ لَهَا بِالصّدقِ وَإِذا خرجت الْأَعْمَال بَقِي هَؤُلَاءِ عِنْده لتوفير التقصيرات وَتَصْحِيح الْأَعْمَال وسؤال الْقبُول والثبات وتربية الْأَعْمَال وتقوية النُّفُوس ومدد الْقُلُوب فهن المستأذنات للأعمال والمسهلات لسبل الْأَعْمَال والشفعاء والمزينات لِأَن على طَرِيق الْعرض سماطي الْملك ملك الرَّحْمَة وَملك العظمة وَملك السُّلْطَان وَملك الْبَهْجَة وَملك الْجمال وَملك الْجلَال وَملك الْبَهَاء فَهَذِهِ الْكَلِمَات تطرف الْأَعْمَال إِلَى مَالك الْملك وتسهل السَّبِيل وَتشفع وتزين وبهن يقرع الْبَاب وَمثل ذَلِك مثل ملك أصبح فعرضت عَلَيْهِ أَعمال الرّعية وَاجْتمعت الرّعية على بَاب الْملك فَأول من يدْخل عَلَيْهِ الْوُجُوه وسراة الرّعية والمختصون بالوسائل فَإِذا دخلُوا عَلَيْهِ قربهم فِي الْمجْلس وأدناهم من نَفسه وأحلهم مَحل الْأُمَنَاء والخاصة فإياهم يأتمن وَعَلَيْهِم يقبل وَمِنْهُم وإياهم يسعف بالحوائج وَمن أَجلهم يَأْذَن لَهُم وعَلى قدر مَا يثنى كل وَاحِد مِنْهُم على الرّعية وينشر عَن طاعاتهم للْملك وَصدقهمْ ووفائهم ونصحهم يقبل الْملك على هَذِه الرّعية وَيَقْضِي حوائجهم ويجزل عطاياهم فَهَؤُلَاءِ وُفُود الرّعية فَهَذَا مثل هَؤُلَاءِ الْكَلِمَات ثمَّ لِلْقَائِلين بهَا دَرَجَات تَتَفَاوَت

وَمثل ذَلِك مثل هَذَا الْملك يجْتَمع بِبَابِهِ هَؤُلَاءِ الْوُفُود فَأول من يدْخل

<<  <  ج: ص:  >  >>