للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أقاصي بِلَاده وأطرف مَمْلَكَته ليحفظ بهم الرّعية كَمَا يفعل صَاحب الْبُسْتَان فَإِنَّهُ يخرج الشّجر ذَوَات الشوك وَمَا فضل من العيدان فيحيط بهَا على الشَّجَرَة المثمرة والزرائع الطّيبَة لقيها من أهل الْفساد وَالدَّوَاب المؤدية ثمَّ يطهر رَعيته من أهل الْفساد والدعارة ويخرجهم من بَينهم أَو يصلحهم بِإِقَامَة الْحُدُود وَإِظْهَار السياسة فَإِنَّهُ إِذا فعل ذَلِك صلحت أَحْوَال الرّعية وانتعشوا وَكثر خَيرهمْ كَمَا يفعل صَاحب الْبُسْتَان فَإِنَّهُ ينقي بستانه من الْحَشِيش الَّذِي لَا فَائِدَة فِيهِ وَيخرج مَا فِيهَا من الشوك والنبات الْخَبيث فينتعش زَرعهَا وينموا شَجَرهَا ويطيب ثَمَرهَا وَمَتى حل خراج الْملك أَو تعين لَهُ حق على رَعيته من أَمْوَال الثِّمَار والغلات فَلَا يُؤَخر قَبضه عَن وَقت مَحَله فَيكون معرضًا للهلاك بآفات الزَّمَان كَمَا يفعل صَاحب الْبُسْتَان فَإِنَّهُ لَا يُؤَخر اجتناء مَا نضج من ثمره وَمَا طلع من ورده لِأَنَّهُ إِن لم يُبَادر ألى الْتِقَاطه سقط على الأَرْض

<<  <   >  >>