الْمَسْأَلَة الثَّالِثَة مُتَعَلق الشُّكْر من النعم ضَرْبَان
أَحدهمَا مَا هُوَ نعْمَة بِنَفسِهِ حَسْبَمَا يرد تقسيمه إِن شَاءَ الله وَالشُّكْر عَلَيْهِمَا لَا أشكال فِيهِ
الثَّانِي مَا يتَضَمَّن النِّعْمَة كالشدائد والمصائب فقد قَالَ عمر بن الْخطاب مَا ابْتليت ببلية إِلَّا كَانَ الله على فِيهَا أَربع نعم إِذْ لم تكن فِي ديني وَإِذ لم تكن أعظم وَإِذ لم أحرم الرضى بهَا وَإِذ رَجَوْت الثَّوَاب عَلَيْهَا
قَالَ الْغَزالِيّ وَمِنْهَا أَنَّهَا زائلة وَأَنَّهَا من الله تَعَالَى وَأَن كَانَت بِسَبَب مَخْلُوق فَإِنَّهُ لَك عَلَيْهِ لَا لَهُ عَلَيْك
قلت وَإِنَّهَا تخفف الذُّنُوب أَو تحطمها قَالُوا فالشكر إِنَّمَا هُوَ على النعم المقترنة بالشدة لَا على مجردها من حَيْثُ هِيَ وَالصَّبْر هُوَ الْوَاجِب فِيهَا من تِلْكَ الْجِهَة
الْمَسْأَلَة الرَّابِعَة قَالَ الْغَزالِيّ النعم قِسْمَانِ دنيوية ودينية فَالْأولى ضَرْبَان نعْمَة نفع ونعمة دفع فنعمة النَّفْع الْخلقَة السوية والملاذ الشهية ونعمة الدّفع سَلامَة النَّفس من آفاتها الذاتية ووقايتها من المؤذيات الخارجية