للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:

رِدوا وانزلوا عرضَ الفلاةِ فإنَّني ... نزلتُ من الدنيا أعزَّ مكانِ

فأصبحتِ الأقدارُ ترهبُ أسهمي ... وتأخذُ أحداثُ الزمانِ أماني

وإنَّ الخنا والغدرَ في الناسِ شيمةٌ ... كفى الله وهباً شرّها وكفاني

حماني من الظّنِّ الكذوبِ وقالَ لي ... همومُك من همّي وشأنُك من شاني

السري:

دعوْنا مفرِّقَ شملِ اللُّهى ... سماحاً وجامعَ شملِ الثناءِ

بكفٍّ تُرقرقُ ماءَ الحياةِ ... ووجهٍ يُرقرقُ ماءَ الحياءِ

نزلْنا بعقوتِه منزلاً ... خَصيبَ الجنابِ رحيبَ الفناءِ

أهبَّ لنا فيهِ ريحَ الندى ... رخاءً تُخبِّرنا بالرَّخاءِ

وقال:

أنا حرٌّ إذا انتسبتُ ولكنْ ... جعلتْني لكَ المكارمُ عبدا

لا أقولُ الغمامُ مثلُ أيادي ... ك ولا السيفُ مثلُ عزمكَ حدّا

أنت أمضى من الحسامِ وأصفى ... من حيا المزنِ في المُحولِ وأندى

وقال:

فكفَّاكَ الغمامُ الجونُ يسري ... وفي أحشائهِ ماءٌ ونارُ

يسارٌ من سجيّتها المنايا ... ويُمنى من عطيّتها اليسارُ

حضرْنا والملوكُ له قيامٌ ... تغضُّ نواظراً فيها انكسارُ

مكارمُ تعجزُ المدَّاحُ عنها ... فجلُّ مديحهم فيها اختصارُ

وقال:

منْ ذا يُنازعكم كريماتِ العُلى ... وهي البروجُ وأنتمُ أقمارُها

الحربُ تعلمُ أنَّكم آسادُها ... والأرضُ تشهدُ أنَّكم أمطارُها

فلتشكرنَّكَ دولةٌ جدَّدتها ... فتجدَّدتْ أعلامُها ومنارُها

حلَّيتها وحميتَ بيضةَ ملكِها ... فغرارُ سيفكَ سورها وسوارُها

وقال:

مكارمُ وضَّاحٍ إذا ما تكرَّمتْ ... ملوكُ الورى في المكرُماتِ تنوّعا

شمائل أبهى من حُلى الروضِ منظراً ... وأحسنُ من فعلِ السحائبِ موقعا

وقال:

غيث العُفاة إذا ما الغيثُ أخلفهم ... فما ربيعُهم إلاّ مراجعُه

يباشرُ الحربَ محمرّاً صوارمهُ ... ويلبسُ السِّلم مبيضّاً صنائعُه

يا واصلَ الحمدِ مهجوراً محاسنهُ ... وذاكرَ الجودِ منسيّاً شرائعُهُ

وقال:

أعليُّ آثرتَ العُلى فتجمّعتْ ... وأهنتَ مالَكَ بالنَّدى فتفرَّقا

فاخضِبْ يمينكَ بالمدامِ فطالما ... خضبتْ أناملُها السنانُ الأزرقا

وكِلِ الهمومَ إلى الحسودِ فحسبهُ ... أنْ يقطعَ الليلَ البهيمَ تأرُّقا

فضلُ الفتى يُغري الحسودَ بسبِّهِ ... والعودُ لولا طيبُهُ ما أُحرقا

وقال:

أنتَ الحيا الجودُ الذي آفاقُهُ ... ينهلُّ بالمعروفِ أو يتهلَّلُ

علمتْ ربيعةُ أنَّكَ العلمُ الذي ... تُهدي إلى سنَنِ الهُدى من يَجهلُ

فرغت من تعليقه بحمد الله وعونه من رابع عشر شهر رمضان المعظم من سنة ثلاث وتسعين وستمائة هجرية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام بمدينة بغداد، ولم يقع إلي الدوبيتات والموشحات والمواليا التي وعد الجامع لهذا الكتاب بها لأثبتها، وإن رأيتها سطرتها إن شاء الله تعالى فيما بعد، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه الطاهرين وسلّم تسليماً كثيراً.

كتبه أضعف العباد وأحوجهم إلى رحمة الكريم الجواد علي بن محمد.

<<  <