للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بكفّي شادنٍ شادٍ ... رشيقٍ أهيف القدِّ

فلو عاينتنا عاين ... تنا في جنَّة الخلدِ

وقال:

هبَّ نسيم السحر ... وطاب نشر الزهرِ

وشاجرت أمثالها ... حمائم في الشجرِ

فكلّ غصنٍ مزهرٍ ... من شدوها كالمزهرِ

وراق كلّ ناظرٍ ... حُسن عيون الزهرِ

والروض من مبتسم الثغ ... ر ومن مستعبرِ

والطلّ في أوراقه ... كاللؤلؤ المنتثرِ

وفي الشقيق نكهةٌ ... تبدو لعين المبصرِ

كأنَّها خال على ... صفحةِ خدّ أحمرِ

فبادر الفرصة من ... قبل نفادِ العمرِ

وباكر الشرب على ... وجه الربيع المسفرِ

من بنت كرم زُوّجت ... بابن الغمام الممطرِ

نقطها مزاجها ... إذا جليت بالجوهرِ

من كفّ معشوق الدلا ... ل ذي رضاب مسكرِ

يصون زهر الحسن أن ... تجنى بغير النظرِ

وقلت:

جاد السحاب على الثرى بعوارفٍ ... أهدتْ إليه الوشي من صنعائه

وكسا الربيع ثرى البسيطة ملبساً ... قد حاكه صوبُ الغمام بمائه

فسماؤه للناظرين كأرضهِ ... تبدي النجوم وأرضه كسمائه

باحَ النسيمُ بسرّه إذ أصبح ال ... قدّاحُ والنمّامُ من أمنائه

والفصل ليلٌ في الرياض دموعه ... والزهر يضحك في خلال بكائه

وتخال أنفاس النسيم عليلةً ... عجباً وتنفي الصبّ من برحائه

وكأنَّما الأغصان فيه منابر ... والناطقات العجم من خطبائه

فاشرب على زهر الرياض مدامةً ... تثني الحليم أخا الحجى عن رائه

من كفّ ممشوق القوام مقرطق ... يصبي القلوب بحسنه وغنائه

وقلت:

وافى بما تبغيه آذار ... وغرّدت في البان أطيارُ

وابتسم الروض فدمع الحيا ... على ابتسام الروض مدرارُ

وعطّر الأفق شذا زهره ... كأنَّما في الأفق عطّارُ

واكتست الأرضُ به سندساً ... طرازه نور وأنوارُ

ولاح في أرجائه نرجس ... ناظره للصبّ سحّارُ

وحملَ النمامُ ريح الصبا ... سرّاً فذاعت منه أسرارُ

فحثّها حمراء مشمولة ... كأنَّها في كأسها نارُ

من كفّ هيفاء غلاميّةٍ ... في فمها المعسول خمّارُ

وقلت:

هذا الربيعُ ونشره ... قد فاح طيباً نشرهُ

والورد وجنته ون ... وارُ الأقاحي ثغرهُ

وبدا يروقك نبته ... الحسنُ البديع وزهرهُ

وتراقصتْ أغصانهُ ... طرباً وصفّق نهرهُ

وأذاع أسرار النبات ... به النسيم ومرُّهُ

وكأنَّ عطّاراً تصوّع ... في رُباه عطرهُ

شكر الثرى صوب الحيا ... فبدا لعينك شكرهُ

وأجاز في تقريظه ... نظم الربيع ونثرهُ

فاشرب على الزهر الجنيّ ... فعمر عيشك عمرهُ

فالصبّ فيه هل يجو ... ز عن المدامةِ صبرهُ

وقلت من قصيدة:

قسماً بالرياضِ باكرها ص ... وبُ سحاب فأبدت الأزهارا

ضحكت اذ بكى السحاب وماست ... اذ كساها حوك النسيم إزارا

وأرتنا منابراً من غصونٍ ... وسمعنا خطيبهنَّ الهزارا

وحسبنا الشقيق فيها خدوداً ... زادها العتب نضرةً واحمرارا

وكأنَّ الأغصان هيف خدودٍ ... تتعاطى تمايلاً واهتصارا

هو أزهى من طيب مدحك ما ن ... ظمتُ في وصف مجدكَ الأشعارا

ومن أخرى في مدح المولى الصاحب الأعظم علاء الدين عز نصره:

فما روضة جادها وابلٌ ... وسحّ عليها ملثّ ركامْ

يميس بها زهرها ضاحكاً ... فيا عجباً من بكاء الغمامْ

ويفترّ ثغر الأقاحي بها ... كما انجاب عن ثغر صبحٍ ظلامْ

ويحمرُّ من خجل وردها ... كخدّ الحبيب لسمع الملامْ

إذا أرقص الدّوحَ مرُّ الصبا ... تغنّى على العذبات الحمامْ

كأنَّ الشقيق خدود الحبيب ... ودمعُ المحبّ ولون المدامْ

وتحلف إنْ نفحتْ نفحةٌ ... بأنَّ النسيم مطايا الخزامْ

بأحلى لديّ وإن غبتُ عنك ... من القرب منك وحقّ الإمامْ

ومن أخرى في الصاحب شمس الدين:

في رياض يبوح فيها نسيمُ ال ... ريح أنَّى سرى بسرّ الخزامِ

<<  <   >  >>