للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة]

يعتبر كتاب الذخيرة من أشهر الكتب التي ألفها العلماء الأندلسيون وأنفسها قيمة فيما يتصل بتاريخ أدب وطنهم الأندلس، ولقد قام بتأليفه علي بن بسام الشنتريني نسبة إلى بلدة شنترين التي ولد فيها وعاش في رحابها معظم سني حياته، وشنترين تقع في أقصى غرب الأندلس -أي في البرتغال المعاصرة- وتعرف المدينة الآن باسم Santarem.

ولقد هاجر ابن بسام من مدينته الجميلة حين بدأت تتعرض للغزو الأسباني المسيحي، وتضطرب أسباب العيش فيها، فاتجه مهاجرًا إلى جهة الشرق حيث ألقى عصا الترحال في إشبيليه، وبها استقر مقامه بضع سنوات وفيها ألف "الذخيرة" ثم توفي فيها سنة ٥٢٤هـ وهي السنة نفسها التي فيها وقعت مدينته في يد الروم، ولعل خبر سقوط مدينته العزيزة على نفسه، وقع على قلبه في مغتربه موقعًا أليمًا فكان من الأسباب التي أودت بحياته؛ لأنه عاش في إشبيلية حياة مضطربة غير مستقرة، محوطًا بالحساد مقترًا عليه في الرزق بعد رفاهية عيش في موطنه ونعومة حياة في بلدته شنترين. وهو يذكر ذلك في مقدمة كتاب مسجلًا ذلك للتاريخ قائلًا١:


١ مقدمة الذخيرة "١/ ١/ ٨".

<<  <   >  >>