للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثالث موقف الشيخ رشيد من علم الكلام

[تمهيد]

لقد تأثر علم الكلام بالتيار العقلي اليوناني في نهجه العقلي، وكان علم الكلام بذلك فلسفة يرتطم بكل ما يعترض الفلسفة من عقبات، وأضاع ـ بمقدار قربه من الفلسفة ـ ما كان ينبغي له من مكانة، وكان ـ ابتعاده عن النهج القرآني السليم الفطري ـ يثير الكثير من المشاكل التي تفرق المسلمين وتجعلهم فرقاً وأشياعاً متنافرين متخاصمين. لقد ابتعد علم الكلام ـ على مر الزمن ـ عن القرآن مقترباً من الفلسفة، حتى إنه ليوشك أن يصير فلسفة عقلية بحتة، ولسان المتكلمين هو لسان أرسطو، هو نمط خفيف، ولكنه من غير شك لسان من ألسنة أرسطو. فالمتكلمون ـ في الإسلام ـ إنما يعبرون عن نزعة بشرية عقلية تقحم نفسها في الوحي بصورة تحاول أن تكون مقنعة، ولكنها مهما حاولت أن تخفى على الناس تعلم وتظهر وتتضح. ولقد ثار على هذا الاتجاه أئمة المسلمين من السلف الصالح ووقفوا له، وأعلنوا رفضهم لهذا النهج. ولكن: ما هو موقف الشيخ رشيد من "علم الكلام" و "المتكلمين" و "طريقتهم" و "لسانهم"؟ وبالجملة ما هو موقفه من "مناهج المتكلمين"؟

<<  <   >  >>