للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثاني: المعنى الشرعي لتوحيد الربوبية]

وأما التعريف الشرعي للربوبية، فقد عرّفه الشيخ رشيد بقوله: "هو انفراده تعالى بالخلق والتقدير والتدبير والتشريع الديني" ٣.

وهذا التعريف دلت عليه نصوص الكتاب العزيز، قال تعالى: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} ٤ أي: "ألا إن لله الخلق فهو الخالق المالك لذوات المخلوقات، وله فيها الأمر وهو التشريع والتكوين والتصرف والتدبير.." ٥.

وأما التقدير، فيدل عليه قوله تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً} ٦ وقوله: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} ٧ أي: "بسنن ثابتة، وتقدير منظم لم يكن شيء منه جزافاً" ٨.

وأما التدبير، فيدل عليه قوله تعالى: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ} ٩ أي: "..يدبر أمر ملكه، بما اقتضاه علمه من النظام وحكمته من الأحكام ... والتدبير في أصل اللغة التوفيق بين أوائل الأمور ومباديها، وأدبارها وعواقبها، بحيث


٣ الوحي المحمدي (ص: ١٧٠)
٤ سورة الأعراف، الآية (٥٤)
٥ محمد رشيد رضا: تفسير المنار (٨/ ٤٥٤) ط. دار المعرفة، بيروت الثانية.
٦ سورة الفرقان، الآية (٢)
٧ سورة القمر، الآية (٤٩)
٨ محمد رشيد رضا: تفسير المنار (٨/ ٤٤٧)
٩ سور: يونس، الآية (٣) والرعد، الآية (٢) والسجدة، الآية (٥)

<<  <   >  >>