للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث السادس: عصمة الأنبياء]

[المطلب الأول: تعريف العصمة]

...

وأعني بالعصمة: أن يكون الرسل والأنبياء معصومين في تحمل الرسالة والتبليغ عن الله، فلا ينسون شيئاً مما أوحاه الله إليهم، ولا يكتمون شيئاً منه. وهذه العصمة الثابتة للأنبياء هي التي تحصل مقصود النبوة والرسالة.

والكلام في هذا المقام مبني على أصل؛ وهو: أن الأنبياء صلوات الله عليهم معصومون فيما يخبرون به عن الله سبحانه، وفي تبليغ رسالاته باتفاق الأمة، ولهذا وجب الإيمان بكل ما أوتوه ١، وأما عصمتهم في غير ما يتعلق بالتبليغ عن الله فاختلف فيه.

وهذه المسألة تناولها وتعرض لها الشيخ رشيد ـ رحمه الله ـ عدة مرات في المجلة والتفسير، والوحي المحمدي. فقد ذكر العصمة وأدلتها وقارن بين عصمة الأنبياء عند المسلمين وعند أهل الكتاب وأجاب على شبهات قد ترد على القول بعصمة الأنبياء.

[المطلب الأول: تعريف العصمة]

عرّف الشيخ رشيد العصمة لغةً فقال: "هي في اللغة المنع" ٢.


١ انظر: ابن تيمية: مجموع الفتاوى (١٠/ ٢٨٩)
٢ مجلة المنار (٥/ ١٨)

<<  <   >  >>