للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الأول: تعريف الشيخ رشيد للآية والمعجزة]

يلاحظ الشيخ رشيد أولاً: أن القرآن عبر عما أيد الله تعالى به الأنبياء من أجل إيمان الناس بهم بالآيات، بينما اصطلح المتكلمون على تسميتها معجزات، واختلفوا في وجه دلالتها على صدق النبي هل هي عقلية أو عادية أو وضعية؟ ١، ويعرض الشيخ رشيد ـ كما هي عادته ـ عن الخوض فيما خاض فيه المتكلمون، ويقول: "ولا نبحث في مثل هذه الخلافات النظرية، وإنما نقول إن القصد منها الحمل على قبول الدعوة والإذعان للرسالة عند استعداد الأمة لذلك وإقامة الحجة البالغة على المعاندين بحيث ينقطع لسان الاعتذار من أهل الجحود والإنكار ... " ٢. ثم يعرفها ـ الآية أو المعجزة ـ بأنها "أمر يؤيد الله تعالى به نبيه ويخضع له به النفوس، وكان يختلف باختلاف الأمم ومعارفها ودرجات ارتقائها ... " ٣.

وقد قرر الشيخ رشيد أن الله تعالى قد أعطى كل نبي من الآيات الدالة على صدقه وصحة دعوته ما شأنه أن يؤمن البشر بدلالة مثله، وأشار إلى أن البينة هي كل ما يتبين به الحق فهي تشمل المعجزات الكونية والبراهين العقلية ٤. وقد اعتمد الشيخ رشيد في تقريره ذلك على حديث الصحيحين: "ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة" ٥.

وسيأتي ـ إن شاء الله تعالى ـ في كلام الشيخ رشيد بيان الفرق بين


١ مجلة المنار (٤/ ٣٧١) ، وانظر أيضاً: تفسير المنار (١/ ٢١٧)
٢ مجلة المنار (٤/ ٣٧١)
٣ المصدر نفسه والصفحة.
٤ تفسير المنار (٨/ ٥٢٤ ـ ٥٢٥)
٥ رواه البخاري: الصحيح: ك: الاعتصام، باب قول النبي (: بعثت بجوامع الكلم، ح: ٧٢٧٤، ومسلم: الصحيح: ك: الإيمان، ح: ٢٣٩ (١٥٢) [١/ ١٣٤]

<<  <   >  >>