للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثاني: مدرسة دار الدعوة والإرشاد]

تبرز أهمية هذه المدرسة باعتبارها مؤسسة منظمة تربوية تعليمية حاول من خلالها رشيد رضا أن ينقل كثيراً مما دعا إليه في مجال الإصلاح الديني والتعليمي من حيز النظرية إلى مجال التطبيق ١، لقد حاول إنشاء هذه المدرسة في عاصمة دولة الخلافة ولكنه فشل ٢، ثم أنشأها أخيراً في مصر بمساعدة أميرها، فحددت القاهرة مركزاً رئيساً لجمعية " الدعوة والإرشاد" الخلفية القانونية لمدرسة " الدعوة والإرشاد" وكانت مدة الدراسة في هذه المدرسة ست سنوات تنقسم إلى مرحلتين ٣.

ويتبين من منهاج الدراسة النظري والعملي أن رشيد رضا حاول من خلاله تحقيق كثير من أسس الإصلاح الديني والتعليمي الذي كان يدعو إليه، فالمنهاج النظري يجمع بين العلوم الإسلامية والعلوم العصرية ـ كما كان يفعل أستاذه حسين الجسر في طرابلس ـ كما وضعت الكتب بلغة سهلة وأسلوب عصري٤. لقد توقفت المدرسة أثناء الحرب العالمية الأولى بسبب اتقطاع الدعم المادي لها ٥، ورغم الفترة المحدودة التي ظلت الدراسة بها قائمة، والتي لم تتعد أربع سنوات، إلا أن حماس رشيد رضا وحرصه على نجاح المدرسة، أدى إلى تخرج مجموعة من تلامذتها وهم مجتهدون للعمل على منهج الإصلاح الذي أرساه رشيد رضا ومزودون بكثير من العلوم والمعارف والخبرات التي أهلتهم فيما بعد للإسهامات العلمية والعملية في المناطق التي ذهبوا إليها.


١ انظر: عبد الرحمن عاصم: مجلة المنار (٣٥/ ٧٠٦) وعبد السميع البطل، مجلة المنار (٣٥/ ١٩٥)
٢ مجلة المنار (١٣/ ٤٦٥)
٣ مجلة المنار (١٤/ ٧٨٦)
٤ مجلة المنار (١٤/ ٨٢١ و٧٨٥، ٧٨٨ـ ٧٨٩)
٥ عبد السميع البطل: مجلة المنار (٣٥/ ١٩٧ـ ١٩٨)

<<  <   >  >>