للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} ١.

قال ابن كثير رحمه الله عند قوله تعالى: {إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ} : "وهذا يعم الرسول الملكي والبشري"٢.

أما ما عدا ذلك، فلا يعلم أحدٌ من خلقه شيئاً مما استأثر بعلمه من الغيب، حتى الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه نفى الله عنه الإحاطة بالغيب، إلا ما شاء الله، ولذلك علم الله خاتم رسله أن يقول للناس ما ورد في قوله تعالى: {قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ} ٣ الآية.

وقال تعالى: {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} ٤.

فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم -وهو سيد البشر على


١ سورة الجن الآيات: ٢٦-٢٨.
٢ تفسير ابن كثير ٤/٤٥٩.
٣ سورة الأنعام آية: ٥٠.
٤ سورة الأعراف آية: ١٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>