للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الثالث: تسرب الشرك إلى البشرية ومناهج الأنبياء السالفين في محاربته.]

...

الفصل الثالث: تسرب الشرك إلى البشرية ومناهج الأنبياء السابقين في محاربته: ويشتمل على ما يلي:

١- الشرك في قوم نوح عليه السلام ومنهجه في محاربته:

تقدم معنا في موضوع أقدمية التوحيد على الشرك، بأن نبي الله آدم عليه السلام قد عاش موحداً لله تعالى، على أنقى ما يكون التوحيد وأصفاه، وأنه قد ربى أبناءه على هذا التوحيد، وأن ذريته تلقت هذا التوحيد من جيل إلى جيل، وأنهم كانوا على الإسلام يعبدون الله تعالى وحده، حتى عهد نوح عليه السلام.

وكان بين آدم ونوح عليهما السلام عشرة قرون على الإسلام، كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان بين آدم ونوح عشرة قرون على الإسلام"١.

والقرن إما أن يكون المراد به مائة سنة، كما هو المشهور عند كثير من الناس، وإما أن يكون المراد به الجيل من الناس، كما في قوله تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ} ٢.

وقوله تعالى: {ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ} ٣.

فقد كان الجيل قبل نوح يعمّرون الدهور الطويلة، فعلى هذا يكون


١ تقدم تخريجه ص: ٥٤
٢ سورة الإسراء الآية: ١٧.
٣ سورة المؤمنون الآية: ٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>