للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

قال تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} ١.

ذكر الطبري في تفسيرها عن السدي: "أما ما ظهر منها: فزواني الحوانيت، وأما ما بطن: فما خفي".

وعن ابن عباس قال: "كانوا في الجاهلية لا يرون بالزنا بأساً في السر، ويستقبحونه في العلانية، فحرّم الله الزنا في السر والعلانية"٢.

وقال تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً} ٣.

ومعنى قوله: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى} أي: ابتعدوا ولا تدنوا من الزنا، وهو أبلغ من قوله: "لا تزنوا"، لأنه يفيد النهي عن مقدمات الزنا كاللمس، والنظرة، والقبلة والغمز وغير ذلك مما يجر إلى الزنا.

والقرآن الكريم يحذر من مجرد مقاربة الزنا، لأن الزنا تدفع إليه شهوة عنيفة، فالتحرز من المقاربة أضمن، فعند المقاربة من أسبابه لا يكون هناك ضمان، ومن ثم يغلق الإسلام الطريق على أسبابه الدافعة إليه،


١ سورة الأنعام الآية: ١٥١.
٢ تفسير ابن جرير الطبري ٨/٨٣.
وانظر: زاد المسير لابن الجوزي ٣/١٤٨، وروح المعاني للألوسي ٨/٥٤.
٣ سورة الإسراء الآية: ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>