للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد رُوي الحديث عن أبي هريرة من وجوه أخرى بدون هذه الزيادة التي أنكرها الإمام أحمد، وقد ذكر أنه من غرائب حديث شعبة (١).

فأخرجه البخاري من حديث عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي، عن جده سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص قال: [كنت مع مروان وأبي هريرة فسمعت أبا هريرة يقول: سمعت الصادق المصدوق يقول: "هلاك (٢) أمتي على يدي غِلَمةٍ من قُريش". فقال مروان: غلمة؟ قال أبو هريرة: لو شيت أن أسمِّيهم، بني فلان، وبني فلان] (٣).

وروي من حديث شعبة، وسفيان، وابن أبي زائدة عن سماك، عن مالك ابن ظالم، عن أبي هريرة بمثله (٤)؛ ومن حديث الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة (٥)؛ ومن حديث عمار بن أبي عمار عن أبي هريرة (٦).

لكن شعبة روى الحديثين، فذكر حديث مالك بن ظالم بدون الزيادة، وذكرها في حديث أبي التياح، عن أبي زرعة، ولذلك لم يتردد صاحبا الصحيح من إخراج روايته.

وأنكره الإمام أحمد لأن ظاهره مخالف للأحاديث التي وردت بالأمر بعدم الخروج عن طاعة ولي الأمر وإن كان ظالماً، وهي كثيرة ومن أصول أهل السنة،


(١) فتح الباري ٦/ ٦١٥.
(٢) قال الحافظ ابن حجر: والمراد أنهم يهلكون الناس بسبب طلبهم الملك والقتال لأجله فتفسد أحوال الناس ويكثر الخبط بتوالي الفتن. ا. هـ. فتح الباري ١٣/ ١٠.
(٣) صحيح البخاري ٦/ ٦١٢ ح ٣٦٠٥.
(٤) أخرجه أحمد ١٩/ ٢٥٥ ح ٧٨٧١ من حديث سفيان، و ١٩/ ٣٥٢ ح ٧٩٧٤ من حديث شعبة. وأخرجه إسحاق من حديث ابن أبي زائدة مسند إسحاق ١/ ٣٥٨ ح ٣٦٢. وأخرجه ابن حبان ١٥/ ١٠٨ ح ٦٧١٣، والحاكم المستدرك ٤/ ٥٢٧ كلاهما من طريق شعبة.
(٥) أخرجه ابن حبان ١٥/ ١٠٧ ح ٦٧١٢.
(٦) أخرجه الحاكم المستدرك ٤/ ٤٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>