للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكن الترتيب نفس النتيجة عليه غير الصحيح, ذلك أن للإيمان درجات, كما أن في الجنة درجات, وللكفر دركات, كما أن في جهنم دركات١

أو هو كالكائن الحيّ, لا يستوي فصل رأسه مع فصل رجله أو يده, ومن ثَمَّ فلا يستوي في شرع الله تارك الشهادة: لا إله إلّا الله, مع تارك إطعام المسكين, ولا يستوي من داس مصحفًا, أو أنكر شيئًا ما فيه, مع مَنْ اغتاب، أو سعى بالنميمة، أو حتى قتل!.

والقرآن يسمي تارك الهجرة: "مؤمنًا" {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} ١.

وسمى من قاتل أخاه: "مؤمنًا" {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} ٢.

وتداعي الناس وتتابعهم في المعاصي, لا يدفعنا إلى خطأ آخر, هو تكفيرهم, إنما ينبغي على المسلم أن يمسك في أحلك الظروف بالميزان الدقيق, يزن به الأفعال والأشخاص {اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ} ٣.


١ الأنفال ٧٢.
٢ الحجرات ٩.
٣ الشورى ١٧.

<<  <   >  >>