للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واستبعدت المرأة في فترةٍ, وكان ينظر إليها على أنها متاع؛ كسائر المتاع في البيت, وكانت تورّث من بين ما يورث من الأشياء.

ولا تزال المرأة في حضارات كثيرة مستعبدة, وإن علقوا على رأسها لافتة الحرية, لا تزال تباع وتشترى في سوق الرقيق الأبيض, ولا تزال تعرض سلعة رخيصة في كثير من الأماكن, تبيع النظرة وتبيع البسمة, وتبيع ما وراء ذلك بالدرهم والدولار!!

وفي زمانٍ نظر الناس إلى الملائكة على أنهم الجنس الأكرم, ونظر آخرون إلى الجن, وجاءت كلمة الإسلام قاطعةً {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} ١.

وقصة سجود الملائكة لآدم التي حكاها القرآن, ليست للتسلي ولا للتلهي {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى} ٢.

لكن البعض قال فيها بغير علم، وتأول صريح ألفاظها، ودلالاتها، بما يخرجها عن معناها وهدفها..

{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} ٣.

وتكررت في أماكن أخرى بألفاظ أخرى لكنها كلها من الوضوح بما لا يصرفها عن معناها الظاهر إلى معنى خفيٍّ أو ملتو, الله أمر الملائكة بالسجود لآدم, والملائكة كلهم سجدوا إلّا إبليس أبى واستكبر, وكان من الكافرين.

وسجود الملائكة على هذا النحو فعل حدث وتَمَّ, وهو يعني: التكريم الذي أشارت إليه آيات أخرى, بل هو أبلغ درجات التكريم..

وتكريم الإسلام لآدم وبنيه, ينصرف بلا شكٍّ إلى الجنسين, ولذا كانت صيانة دمه وعرضه وماله, بل يبلغ التكريم والصون


١ الإسراء ٧٠.
٢ يوسف ١١.
٣ البقرة ٣٤.

<<  <   >  >>