للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانيًا: الشريعة كلها

الإنسان هو التربة الطيبة, والشريعة هي البذرة الطيبة, ومنها: يكون النبت الطيب بإذن ربه, ومنهما: تكون حضارة المثل والقيم والأخلاق..

ومحاولات النهضة

الإسلامية السابقةلم تؤت ثمارها المرجوة, إما لأنها اقتصرت على جانب في الإنسان تقيمه وتزكيه، وأهملت بقية الجوانب, وكما قدمنا, فالإنسان كلٌّ لا يتجزأ, ومخاطبة جانب فيه يخل بالتوازن الذي أودعه الله في هذا الإنسان, كما أودع التوازن في الكون كله..

{وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ، أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ، وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ} ١.

والذين اقتصروا على النسك, اقتصروا على أعمدةٍ, وتركوا بقية البناء, والذين اقتصروا على التعليم, أخذوا جانبًا وتركوا بقية الجوانب, وشريعة الله بناءٌ متكاملٌ يشدُّ بعضه بعضًا؛ أساسه: عقيدة, وأخلاق, وعمده: شعائر ونسك, وبقية أركانه وجوانبه: أوامر ونواهٍ وتوجيهاتٍ تشمل جميع الحياة.

ونشير في إيجاز لهذه الجوانب, ثم نشير إلى أنها لا تقبل التجزئة, ولا التفرقة, ثم نختم بحثنا بتساؤل:

كيف نقيم بناء الشريعة في النفس وفي الناس؟؟

هذا ما نجب عليه -بمشيئة الله- في الفصل الثالث, تحت عنوان: جوانب شريعة الله.


١ الرحمن ٧-٩.

<<  <   >  >>