للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النظام الاقتصاديُّ الإسلاميُّ:

قد يحتاج النظام الاقتصاديُّ الإسلاميُّ إلى حديث طويل, وقد يحتاج إلى مقارنةٍ مع أنظمةٍ متعددةٍ؛ شرقية وغريبة, ليس من قبيل مقارنة المثيل بالمثيل, ولكن قريبًا من مقارنة الظلام والنور، والظل والحرور, وبضدها تتميز الأشياء, لكن حسبنا في هذا المقام أن نرسم الخطوط العريضة لندع للدراسة الواسعة المتأنية التفصيل بمشيئة الله.

ويكتفي بالحديث عن أمرين:

١- خصائص النظام الإسلاميِّ الاقتصاديِّ.

٢- الخطوط الرئيسية للنظام الاقتصاديِّ الإسلاميِّ.

وإن كان الفصل بين الأمرين مجرد فصل نظريٍّ.

أولًا: خصائص النظام الاقتصاديِّ الإسلاميِّ.

١- نظام ربانيٌّ:

بمعنى: أن مصدره هو الله سبحانه, بما جاء في كتابه, أو في سنة رسوله, أو ما أجمع عليه العلماء المسلمون, أو ما كان سابقهً ناجحةً في نظام الحكم الإسلاميِّ؛ لأنها مستقاة أولًا من معين ربانيٍّ، ولأنها ثانيًا اجتهاد صحابةٍ أو تابعين لهم بإحسان, يغني عنها اجتهادنا لو بلغنا إلى أفضل مما بلغوه, وربانية النظام تجعل له سحرًا آخر.

أولًا: أنه يستثير في النفس وازعًا لحفظه وحمايته أقوى من كل وازع, فلا تحتاج إلى كثير من الأجهزة الثقيلة المعقدة التي أثقلت بها كواهل الشعوب، وأثقلت بها ميزانيات الدول، وثقلت بها صدور الناس!

ومن هنا ندرك الفارق بين حصيلة الزكاة على عهد عمر بن عبد العزيز

<<  <   >  >>