للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مسائل تتعلق بالإيمان بالقدر]

١ - إثبات الحكمة لله عز وجل.

مما يجب إعتقاده أن الله عز وجل حكيم في فعله وأمره, فلا يفعل ولا يخلق إلا لحكمة, كما أنه لا يأمر ويشرع إلا لحكمة بالغة, وهذا مقتضى وصفه بالحكمة جل وعلا في آيات كثيرة مثل قوله عز وجل وهو الحكيم الخبير وقوله: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً} [النساء١١]

فبناءً عليه يجب اعتقاد أن جميع ما يقدره الله عز وجل له فيه حكمة بالغة قد تعلم وقد لا تعلم, كما أن جميع أوامره ونواهيه هي وفق حكمة بالغة قد تعلم وقد لا تعلم.

٢ - أن الإيمان بالقدر من الإيمان بالغيب.

مما يجب معرفته أن إيماننا بأن الله عز وجل قد قدر علينا ما هو واقع بنا وأن الله سبحانه قد شاء جميع أفعالنا منا قبل وقوعها منا, وكذلك خلقها فينا وقت فعلنا لها, كل ذلك آمنا به واعتقدناه بناءً على الأدلة الشرعية المثبتة لذلك من القرآن والسنة, فهو إيمان بالغيب وفق خبر الله عز وجل وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم, كما أننا نؤمن بالجنة والنار وما أعد الله لأهل كل دار منهما بالغيب من غير مشاهدة منا للجنة أو النار في هذه الحياة الدنيا, فكذلك الإيمان بالقدر إنما نؤمن به بناءً على الأدلة الشرعية التي وضحت ذلك وبينته, وعليه فلا يجوز لأحد أن يعارض ذلك أو يرده بناءً على نظر عقليّ قاصر أو قياس على المخلوق, لأن الأدلة الشرعية لا يجوز معارضتها بشيء من ذلك, بل الواجب التسليم لها ثم ما عقلته عقولنا فلنحمد الله

<<  <  ج: ص:  >  >>