للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الباب الأول: الإيمان سبب لتحصيل ولاية الله " الأثر الخارجي "]

[*]

...

غرض هذا الباب بيان أن الله تعالى جعل الإيمان والتقوى السبب الأوحد للحصول على ولايته، فإذا جاء العبد بشرطها -وهو الإيمان والتقوى- فإن الله يتولاه.

وعلى هذا فحصول العبد على ولاية الله، أهم الآثار التي يجنيها من تحقيقه الإيمان، وولاية الله هي أغلى مطلوب، وأهم وأسمى غاية يسعى لها ذوو الألباب، إذ عليها مدار السعادة في الدنيا والآخرة.

والولاية: مدار معناها في اللغة على القرب والمحبة والنصرة١.

وولاية الله لعبده المؤمن: أن يعامله ويدبّر أمره بما يقتضيه قربه منه، ومعيّته الخاصة ولطفه به، فيحوطه بعنايته ورعايته، ويحفظه وينصره ويحميه، فيكون بولاية الله في حصن منيع.

فالله يكفي عبده ما يهمه ويدافع عنه، ويخرجه من الظلمات إلى النور.

ويصرف عنه الشرور -ومنها الأفكار الخبيثة- أو يصرفه عنها بما يهيئ له من الأسباب.

وسوف أتكلم على هذا الأثر العظيم في فصلين:

الفصل الأول: صفات المتحقين للولاية.

الفصل الثاني: أثر ولاية الله في تخليص المؤمنين وتحصينهم من الأفكار الهدامة.

وقدجاء المجال للكلام على الفصل الأول والله المستعان.


١ انظر: المفردات في غريب القرآن ص٥٣٣، وانظر: الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ص٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>