للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الأول: مراتب أهل الإيمان]

إن المجتمع المسلم يضم أفراداً مختلفين من حيث تحقيقهم للإيمان الذي كلفهم الله به، فمنهم من ظلم نفسه بترك شيء مما أوجبه الله عليه، أو بفعل بعض ما حرم عليه، ومنهم من التزم بالإيمان الواجب فاعلاً الواجبات تاركاً المحرمات، مبادراً إلى التوبة عند الخطيئات.

ومنهم من زاد على ذلك بالمسارعة في الخيرات.

وعلى هذا فهم ثلاثة أقسام على وجه الإجمال، كل قسم في مرتبة، وإن كان أهل كل مرتبة يتفاوتون فيما بينهم.

وأساس تقسيم المؤمنين على هذه المراتب، هو قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} [فاطر:٣٢] .

قوله تعالى: {الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا} أي الأقسام الثلاثة الواردة في الآية اصطفاهم الله واختارهم للإيمان والتوحيد، فهم مؤمنو هذه الأمة الذين اشتركوا في أصل الإيمان، ولم يشركوا بالله شيئاً، لكن اختلفوا وتفاوتوا في تكميل الإيمان.

وقد أورد ابن جرير أقوال من قال بذلك من السلف، ورجح هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>