للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الثالث: مرتبة المقتصد]

تقدم أن من جاء بأصل الإيمان مطالب بتكميل إيمانه بفعل الفرائض والشرائع والسنن، والانتهاء عن المحرمات والمكروهات.

فمن فعل ذلك وعبد الله مخلصاً عن علم وبصيرة كان في مرتبة المقتصد وتسمى: كمال الإيمان الواجب، ويسمى أهلها: المقتصدون، والأبرار، وأصحاب اليمين.

قال ابن كثير -رحمه الله-:"ومنهم مقتصد وهو المؤدي للواجبات التارك للمحرمات وقد يترك بعض المستحبات ويفعل بعض المكروهات" ١.

فالمقتصد: هو الذي جاء بأصل الإيمان صحيحاً، وتقرب إلى الله بما افترضه الله عليه، وانتهى عما نهاه عنه. وقد يتساهل ببعض المستحبات، ويفعل بعض المكروهات، ويتوسع في المباحات. لكنه يبادر إلى التوبة عند المعاصي والخطيئات.

وهي أدنى منازل التقوى المعتبرة في حصول ولاية الله، وذلك أن حقيقة التقوى: أن يجعل العبد بينه وبين غضب الله وقاية، هي فعل الطاعات واجتناب المحرمات٢.


١ تفسير القرآن العظيم ٣/٥٥٤، وانظر لهذا المعنى: الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ص١٦، ومدارج السالكين ١/١٢٢.
٢ انظر: جامع البيان لابن جرير ١/١٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>