للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للمال، وتعلق القلب به، والحرص الشديد على جمعه، والمحافظة عليه، فيصبح القلب عابداً للمال متوكلاً عليه، فلا يهون عليه إنفاقه. وقد جعل الله أسباباً لإزالة هذا الداء من القلب، هذه الأسباب تتمثل في بعض شعب الإيمان التي لها أثر عظيم في تطهير القلب من هذا المرض المفسد.

وأول هذه الأسباب هو التوحيد، فإذا كان الحرص والشح والبخل ناتجاً عن سوء الظن بالله، وضعف التوكل عليه، وعدم الثقة بوعده بالخلف للمنفقين، وقلة إيمانه بالقدر وأن الرزق مقسوم لكل حي، إذا كان كذلك فإن تقوية الإيمان بدراسة التوحيد وانقياد القلب له كفيلة باجتثاث هذا الداء من أصوله.

وسوء الظن بالله -كما تقدم- ناتج عن جهل أو ضلال في معاني صفات الله التي تدل عليها أسماؤه تبارك وتعالى، وطرد هذا الظن يكون بدراسة توحيد الأسماء والصفات وفق نهج السلف الصالح واستشعار القلب لها.

وفي هذا المجال إذا استشعر القلب معاني أسماء الله: الرزاق، والكريم، والمنعم، ونحوها، وإدراك القلب معاني الآيات التي تدل على أن الرزق بيد الله وحده لا يزيده حرص حريص، ولا يؤخره حقد حاسد. كقوله تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات:٢٢] .

<<  <  ج: ص:  >  >>