للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧٣- "أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرًا فله؛ وإن ظن شرًا؛ فله ". رواه أحمد، ومسلم، والطبراني، وابن النجار عن أبي هريرة١، ورواه الطبراني في الأوسط، أبو نعيم عن واثلة.

ش- الحديث الأول فيه الأمرُ بالظن بالله سبحانه وتعالى مطلقًا؛ أي: في حال الذكر، أو الدعاء. والثاني مقيد بحال الذكر، وكذلك الرابع، والثالث بحال الدعاء، والحديث الخامس فيه تفصيل الظن بحسبه إن كان خيرًا؛ فيجزي بذلك، وإن كان شرًا؛ فيجده كذلك.

والظن يطلق على معانٍ، قال أبو عبد الله الدامغاني في كتابه "الوجوه والنظائر لألفاظ كتاب الله العزيز ومعانيها": الظن على أربعة أوجهٍ، فوجه منها الظن بمعنى اليقين قوله تعالى في البقرة: {إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ} [البقرة:٢٣٠] وكقوله في ص: {وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ} [ص:٢٤] يعني: علم داود بما آتيناه. وقال في الحاقة: {إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ} [الحاقة:٢٠] يقول: أيقنت. والوجه الثاني: الظن بمعنى الشك قوله تعالى في الجاثية: {إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنَّاً} [الجاثية:٣٢] يعني: ما نشك إلا شكًا. والوجه الثالث: ظن بمعنى حسب قوله تعالى: {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ} [الانشقاق] :


١ رواه أحمد في المسند "٢/ ٣٩١"، وابن حبان رقم "٦٣٩"وهو حديث صحيح بطرقه وشواهده.

<<  <   >  >>