للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الحسنة عشر وأزيد والسئية واحدة]

...

٨٣- "الحسنة عشر، وأزيد، والسيئة واحدة، وأمحوها، والصوم لي، وأنا أجزي به. الصوم جُنَّة من عذاب الله كمِجَن السلاح من السيف" ١. رواه البغوي عن رجل.

ش- الصوم معناه في اللغة: مطلق الإمساك، وفي الشرع: إمساك مخصوص، بأن يكف فمه، ودبره عن إيصال شيء إلى الداخل، وفرجه عن الوصال من طلوع الفجر إلى أذان المغرب. وقوله: "جنة" بضم الجيم، وتشديد النون المفتوحة: ما يجنك؛ أي: يسترك ويقيك. والمجن -بكسر الميم، وفتح الجيم، وتشديد النون-: الترس. والمعنى: أن الصوم لله جل ذكره؛ لأنه لا أحد يطلع عليه إلا الله؛ لأنه عمل مستور؛ لذلك أضافه إلى نفسه، ولما كان كذلك: فالله جل ذكره يجزي به بنفسه، وإن كانت باقي الأعمال كذلك إلا أن الله سبحانه يعتني به زيادة من غيره من الأعمال بدون أن يُطلع أحداً على ثوابه، فإن فيه تهذيب النفس، وتشبيهها بالملائكة، وهو وقاية للنفس، تحفظها من الوقوع في المكاره، كما أن الترس يتقي به المحارب سلاح خصمه، كالسيف وغيره، فانظر كيف يبين لنا الشارع المنافع التي تنقذنا من الآفات، وكيف نتقي المعاصي والمخالفات إذا هجمت علينا، وقائدها إبليس الرجيم، والنفس الأمارة بالسوء، والهوى المتبع. نسأل الله أن يلهمنا ما يدفع الشيطان وجنوده بكثرة التعبد، والانكباب على الأعمال الصالحة، والمشاريع الخيرية.


١ ذكره المتقي الهندي في كنز العمال ج٨ رقم"٢٦٦٢٣"وقال: رواه البغوي عن رجل، نقول: وإسناده ضعيف.

<<  <   >  >>