للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غضب فقال أيها الأمير: إنما كان الناس يرغبون في هذه المنزلة ليدفعوا عن أنفسهم الضيم، وأما إذا صارت جالبة للذل فلنا دور تسعنا وتغنينا عنكم، فإن حلتم بيننا وبينها فلنا قبور تسعنا لا تقدرون على أن تحولوا بيننا وبينها، ثم وضع يديه في الأرض وقام من غير أن يسلم ونهض إلى منزله، قالا: فغضب الأمير وأمر بعزله، ورفع دسته الذي كان يجلس عليه، وبقي كذلك مدة ثم إن الأمير عبد الله وجد فقده لغنائه وأمانته ونصيحته وفضل رأيه فقال للوزراء: لقد وجدت لفقد سليمان تأثيراً وإن أردت استرجاعه ابتداء منا كان ذلك غضاضة علينا ولوددت أن يبتدينا بالرغبة فقال له الوزير أبو عبد الله محمد بن الوليد بن غانم: إن أذنت لي في المسير إليه استنهضته إلى هذا فأذن له فنهض ابن غانم إلى دار ابن وانسوس فاستأذن وكانت رتبة الوزارة بالأندلس أيام بني أمية ألا يقوم الوزير إلا لوزير مثله فإنه كان يتلقاه وينزله معه على مرتبته ولا يحجبه ولا لحظة فأبطاً الإذن على ابن غانم ملياً ثم أذن له فدخل عليه فوجده قاعداً فلم يتزحزح له ولا قام إليه فقال له ابن غانم: ما هذا الكبر؟ عهدي بك وأنت وزير السلطان وفي أبهة راضه تتلقاني على قدم وتتزحزح لي عن صدر مجلسك وأنت الآن في موجدته بضد ذلك فقال له: نعم لأني كنت حينئذ عبداً مثلك وأنا الآن حر. قال: فيئس ابن غانم وخرج ولم يكلمه ورجع إلى الأمير فأخبره فابتدأ الأمير بالإرسال إليه ورده إلى أفضل ما كان عليه.

[٧٧٦- سليمان بن هارون الرعيني أبو أيوب]

محدث طليطلي مات بالأندلس سنة سبع وتسعين ومائتين.

٧٧٧- سليمان بن خلف بن سعد بن

<<  <   >  >>