للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرفاق ونمر على النازلين فإذا شيخ خراساني له أبهة، وهو جالس في ظل له وحول حشم كثير، قال: فدعانا وكلما بالعجمية وقال لنا: انزلوا فنزلنا. وجلسنا عنده، فما أظلنا الجلوس حتى كلم بعض غلمانه فأتى بالسفرة فوضعها بين أيدينا وفتحها وأقسم علينا فإذا فيها طعام كثير وحلاوة حسنة فأكلنا وقمنا.

قال عبد العزيز: فلم نزل على هذه الحال يتفق كل يوم من يدعونا ويطعمنا ويسقينا إلى أن وصلنا إلى مكة ولا رأيته حمل من الزاد قليلاً ولا كثيراً قال: وقرئ عليه بمكة الصحيح لمحمد بن إسماعيل البخاري، رواية عن إسماعيل بن محمد الحاجي عن الفربري عن البخاري، وكان أبو العباس أحمد بن الحسن الرازي الحافظ المقيد الذي يقرأه عليه، قال أبو محمد: فقال لي أبو نصر عبيد الله بن سعيد السجستاني الحافظ، كان أبو العباس إذا قرأ ربما توقف في قراءته فكان عطية يبتدئ فيقول هذا فلان بن فلان، روى فلان بن فلان، ويذكر بلده ومولده وما حاضره من ذكره فكان من حوله يتعجبون من ذلك، قال: توفى بمكة سنة ثمان أو تسع وأربعمائة قال: وكان كتاب في "تجويز السماع" فكان كثير من المغاربة يتحامونه من أجل ذلك قال أبو محمد: وله تصانيف رأيت منها كتاباً جمع فيه طرق حديث المعفر، ومن رواه عن مالك بن أنس في أجزاء كثيرة إلا أن عول في بعضه على لاحق بن الحسين. هذا آخر كلام أبي محمد.

قال الحميدي: وقد حدثنا عن عطية رجلان جليلان أحدهما أبو سعد المعروف بالسبط وهو سبط أبي بكر بن لال، والآخر أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي المعروف بابن بشران، قال الحميدي: أخبرنا أبو غالب بقراءتي عليه قال أخبرنا عطية بن سعيد، أخبرنا القاسم بن علقمة الأبهري بها، أخبرنا محمد بن صالح الطبري أخبرنا مروان بن حموية الهمداني، أخبرنا أبو غسان الكناني، أخبرنا مالك عن نافع أن

<<  <   >  >>