للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبذلك يكون رفعك من السجود بتثاقل كأنما تجرين منه جرًّا وذلك لرغبتك في الدعاء فيه، ثم تكبرين حال رفعكِ موقنة أن الله أكبر من كل شيء فهو القادر على إجابة دعائك، ثم تجلسين مفترشة قدمكِ اليسرى ناصبة قدمكِ اليمنى، أو مقعية على عقبيكِ وصدور قدميك تسألين الله المغفرة قائلة: " رب اغفر لي رب اغفر لي " (١) . وتكررينها متخيلة كثرة ذنوبك حتى تبلغ جلستك في طولها السجدة أو تقولين: "رب اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني واهدني وعافني وارزقني" (٢) . وتستحضرين في دعائك هذا أنك مذنبة تحتاجين المغفرة، مسكينة تحتاجين إلى الرحمة، وكسيرة تحتاجين الجبر، وضيعة تحتاجين الرفع، وضالة تحتاجين الهداية، مريضة مبتلاة تحتاجين العافية، فقيرة تحتاجين الرزق.

ثم تخرين للسجود لتعاودي التسبيح والدعاء مرة أخرى وتفعلين كالسجدة الأولى تلحين في الدعاء عالمة أنه - سبحانه - يحب الملحين في الدعاء.

ثم إذا رفعت من سجودكِ جلستِ جلسة قصيرة تستريحين فيها قبل القيام، قمتِ وشرعتِ في الركعة الثانية متحرية الخشوع كما تحريته في الركعة الأولى.

[الخشوع في التشهد:]

ثم إذا بلغت التشهد , وجلست له , فعليك أن تستحضري أنك تلقين بين يدي الله كلمات عظيمات علمها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأمته , وتلقين التحيات بجميع أنواعها الحسنة لله -سبحانه وتعالى - فهو المستحق لذلك ,كما تعترفين بأن الملك له وحده حيث التحية تكون غالباً للملوك, فالله -سبحانه - ملك الملوك لذا فله جميع التحيات.

وأنتِ حيث تلقين التحية عليكِ ألا تلتفتي عنه - جل وعلا- بل تجتهدين في مدافعة نفسك أن تحيد أو تنصرف وهي تلقي التحية بين يدي الله تعالى وجلة أن يغضب عليك ولا يقبلها منك.


(١) رواه ابن ماجة بسند حسن، قاله الألباني في صفة الصلاة ص ١٣٥.
(٢) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

<<  <   >  >>